العطاء العلمي والفكري للدكتور أحمد فؤاد باشا
نشر: الجمعة 24 فبراير 2023م
إعداد أ.د. محمد عبد الهادي
- المسيرة التعليمية والوظيفية:
ولد العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا في [15 نوفمبر 1942] بمحافظة الشرقية بمصر، وحرص والده رحمه الله على تعليمه منذ نعومة أظافره فأرسله إلى "كتاب القرية" لكي يحفظ القرآن الكريم وأوصى "شيخ الكتاب" بأن يتولى تعليمه مبادئ الحساب وبعض قواعد اللغة العربية.
وعندما بلغ سن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية بدأ الانتظام في المدرسة طوال العام الدراسي ومواصلة حفظ القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية، واستطاع اختصار عام كامل من المرحلة الابتدائية، ثم التحق بالمدرسة الإعدادية في مدينة بلبيس (محافظة الشرقية). وشاء القدر ان تُوفي والده وهو في سن العاشرة من عمره تقريبًا فأحس بضخامة المسؤولية وازداد حرصه على مواصلة التعليم والنجاح بتفوق حتى يحقق رغبه والده فى أن يكون مثل جده لأمه الأستاذ في مدرسة دار العلوم وأحد المتعلمين القلائل في بلدته آنذاك.
وبعد أن حصل على شهادة الإعدادية عام (1956) التحق بالمدرسة الثانوية في المدنية نفسها (بلبيس) وحدث العدوان الثلاثي على مصر في العام ذاته وأحس للمرة الأولى في حياته بالمعنى الحقيقي للوطنية وحب الوطن والتضحية من أجله. وقد أرسل رسالة تأييد إلى الرئيس جمال عبد الناصر لمواقفه البطولية، وكم كانت سعادته غامرة عندما جاءته إلى المدرسة رسالة منه يشكره فيها على رسالته إليه ويحثه على تحصيل العلم وتحقيق التفوق لمصلحة الوطن.
وقد حصل على شهادة الثانوية العامة سنة (1959) وكانت رغبته الالتحاق بكلية العلوم في جامعة القاهرة لأنه كان أكثر ميلًا للتخصص في مجال الفيزياء أو الكيمياء. وقد بهرته الحياة الجامعية بما أتاحته له من مساحة مناسبة لحرية التفكير والاختيار وعمل جاهدًا على تحقيق التوازن المطلوب بين التفوق في التخصص العلمي وبين تعميق الثقافة الدينية مما يشير إلى اهتمامه المبكر بالربط بين العلم والدين وأثمر هذا الاهتمام فوزه في مسابقة دينية على مستوى الجمهورية بدراسة عنوانها " القرآن والعلم الحديث".
وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في العلوم عام (1963) تم تكليفه معيداً بقسم الفيزياء في كلية العلوم جامعة القاهرة وحصل على درجة الماجستير في الفيزياء من جامعة القاهرة عام (1969)، وفي العام نفسه تم ترشيحه لإجازة دراسية للحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة موسكو. وكانت فترة السنوات الخمس التي قضاها في موسكو ذات فوائد عديدة، إذ كان يتعين على المبعوث أن يحصل على درجة الدكتوراه في اللغة الروسية وفي الفلسفة الماركسية إلى جانب التخصص العلمي له وهو الفيزياء. وكان له نشاط ملموس في أثناء دراسته حيث كان رئيسًا لاتحاد المبعوثين المصريين في موسكو.
وبعد حصوله على درجة دكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة موسكو عام (1974) عاد إلى مصر وتسلم عمله مدرسًا للفيزياء في كلية العلوم جامعة القاهرة، وواصل مسيرة التدريس والبحث العلمي ومن ثم حصل على لقب أستاذ مساعد عام (1979)، وأعير للعمل بجامعة صنعاء في الفترة [1985 – 1980 ] ، ثم عين أستاذًا للفيزياء عام (1987)، وأصبح بعد ذلك أستاذ الفيزياء المتفرغ وتاريخ وفلسفة العلوم بكلية العلوم جامعة القاهرة.
وكان قد عين وكيلاً لكلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة عام 1996 ثم عميداً لها عام 2000، ثم نائباً لرئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة عام 2001، وابتداء من أول أغسطس (2003) مستشاراً لرئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة(1).
تلك هي المسيرة التعليمية والوظيفية التي كان قوامها العلم والدين واللغة، وهي ثلاثية محورية وعناصر أساسية في تشكيل وصياغة ما طرحه من رؤى وأفكار في مختلف القضايا العلمية والفكرية.
- عضوية المجامع والمجالس والجمعيات واللجان:
شارك الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا بعضويته في عديد من المجامع والمجالس، منها: المجمع العلمي المصري، والمجمع المصري للثقافة العلمية، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية (لجنة العلوم والحضارة)، ومجلس أمناء مؤسسة اقرأ الخيرية، كما أنه عضو في عديد من الجمعيات العلمية منها: الجمعية المصرية الفيزيقية، والجمعية المصرية للعلوم الفيزيائية والرياضية، والجمعية المصرية لعلوم المواد وتطبيقاتها، وجمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية، والجمعية المصرية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتاريخ العلوم، والجمعية المصرية لتعريب العلوم، ورئيس مجلس إدارة جمعية التراث العلمي للحضارة الإسلامية، وعضو مجلس إدارة متحف العلوم والقبة السماوية بمكتبة الإسكندرية، وعضو الاتحاد الدولي لعلم البلورات، وعضو مجلس أمناء مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وعضو مجلس امناء مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين.
وهو فصلًا عن هذا عضو في عديد من اللجان العلمية نذكر منها: اللجنة القومية للفيزياء بأكاديمية البحث العلمي، واللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية، واللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية باليونسكو، ولجنة العلوم والتكنولوجيا بمكتبة الإسكندرية، ولجنة الثقافة العلمية بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، ولجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو مقرر اللجنة القومية لتاريخ وفلسفة العلم بأكاديمية البحث العلمي، وعضو الهيئة الاستشارية لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، وعضو مجلس إدارة المركز العالمي للتوثيق والدراسات والتربية الإسلامية بالقاهرة(2). ورئيس لجنة قطاع العلوم الأساسية والعلوم البيئية والتكنولوجيا الحيوية والنانونية، بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية.
وتشير المساهمات السابقة إلى الدور البارز الذي أداه العالم الجليل في البناء والحوار والعمل في مجالات متنوعة تضم الفيزياء والعلوم والتراث العربي الإسلامي واللغة والفلسفة.
- المؤتمرات والندوات العلمية:
يعتبر حضور المؤتمرات مؤشراً دالاً على رغبة الباحث في التعرف على الجديد في مجال اهتمامه والمشاركة في عرضه أو طرحه فضلاً عن مناقشته مع الآخرين، كما أنه من ناحية أخرى يشير مكانة الباحث وتقدير المجتمع العلمي له.
وقد شارك أ.د. أحمد فؤاد باشا في أكثر من (40) أربعين من المؤتمرات والندوات المتخصصة في العلوم الفيزيائية، وتلك المعنية بتاريخ العلم وفلسفته، وقضايا التراث العلمي والثقافة العلمية الإسلامية، ومنها مثلًا:
- المؤتمر الدولي السادس لعلم المغناطيسية (موسكو 1973).
- المؤتمر الدولي الحادي عشر لعلم البلورات(وارسو1978).
- ندوة قضايا المنهجية في الفكر الإسلامي (قسنطينة، الجزائر 1989).
- ندوة التراث العلمي العربي في العلوم الأساسية(طرابلس، ليبيا 1990).
- مؤتمر التوجيه الإسلامي (القاهرة 1992).
- مؤتمر الإسلام والغرب (الرياض 1996).
- المؤتمر الرابع حول تحقيق مخطوطات العلوم في التراث الإسلامي (لندن 1997).
- ندوة العلوم في الإسلام (الكويت 2001).
- مؤتمر حوار الحضارات (روما 2001).
- مؤتمر الإسلام وتكنولوجيا المعلومات (طوكيو 2001).
- مؤتمر اللغة العربية في وسائل الإعلام (القاهرة 2002).
- الندوة العلمية حول "حمد الجاسر" وجهوده العلمية، جامعة الملك سعود (الرياض 2003).
- المؤتمر الدولي الثالث عشر بعنوان " مناهج العلوم وفلسفاتها من منظور إسلامي" كلية دار العلوم بجامعة القاهرة (القاهرة 2007).
- المؤتمر السعودي الأول للثقافة العلمية (الرياض 2013).
- المؤتمر الدولي الأول "للعلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين" جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (الرياض 2017).
- ندوة مجلس أمناء مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين(الشارقة 2017).
- إسهامات علمية وثقافية:
أسهم أ.د. أحمد فؤاد باشا في تأسيس معمل أبحاث "علوم المواد والفيزياء البوليمرات " بقسم الفيزياء بكلية العلوم- جامعة القاهرة، وقد ساهم أيضًا في إنشاء وتطوير عدد من المراكز والوحدات ذات الطابع الخاص بجامعة القاهرة، منها مركز دراسات التراث العلمي، ومركز دراسات وبحوث علم الفضاء، ومعهد علوم وتكنولوجيا البيئة، وأشرف على عدد كبير من طلاب الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، وله مدرسة علمية في مجال "فيزياء الجوامد"، كما قام بتحكيم ومناقشة عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه بالجامعات المصرية والعربية وكذلك تحكيم البحوث للنشر في المجلات العلمية المتخصصة.
وقد ترأس الهيئة الاستشارية لإصدار "سلسة الفكر العربي لمراجع العلوم الأساسية" باللغة العربية في دار الفكر العربي في مجالات الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك والجيولوجيا وعلوم الحياة، كما ترأس الهيئة الاستشارية لإصدار "سلسة الفكر العربي للتنوير العلمي " عن دار الفكر العربي.
وقد قام بدور رائد في نشر الثقافة العلمية بعديد من المقالات والأحاديث الإذاعية والتليفزيونية ( منها: قمم مصرية (قناة 3)، لوحة شرف (ق2)، يوم في حياتي (ق3)، لقاء فوق العادة (ق6)، مع العلماء : إذاعة الشرق الأوسط، من خلف الميكرفون: إذاعة القرآن الكريم، و"الإسلام والعلم الحديث"، إذاعة القرآن الكريم و"قل رب زدني علمًا" و"العطاء العلمي للحضارة الإسلامية"، الإذاعات الموجهة " و "صفحات من تاريخ العلم والحضارة " و "قراءات في فلسفة العلم" بالبرنامج الثقافي ... إلخ. ومنها أيضًا العشرات من المقالات التي نشرها "بالأهرام" وناقش فيها قضايا العلم والمجتمع والتراث العلمي الإسلامي، كما أنه كتب بصورة منتظمة في مجلة الأزهر منذ عام (1988) وعموداً أسبوعياً في جريدة "عقيدتي" تحت عنوان " العلم طريق الإيمان" منذ تأسيسها عام (1992).
أما ابداعه العلمي الأصيل في مجال التخصص وإبداعه العلمي والثقافي فهو يفوق الحصر وهو ما سوف نتناوله في عنصر لاحق.
- التكريم والجوائز:
مُنح أ.د. أحمد فؤاد باشا عديد من الدروع والجوائز من كثير من الجامعات والهيئات العلمية المصرية والعربية تقديراً لجهوده في خدمة المجتمع وتنمية البيئة والاسهامات في قطاع العلوم الأساسية بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية.
وعلى سبيل المثال:
- نال كتاب "من الذرة الى الكوارك" جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة العلمية في دورتها الأولى لعام 2007 (مناصفة).
- كما حصل على جائزة الكويت للتقدم العلمي في التراث العلمي العربي والإسلامي لعام 2008 (مناصفة).
- وحصل أيضاً على تقدير النشر الدولي وجائزة جامعة القاهرة للتميز العلمي لعام 2017.
- دراسات وحوارات منشورة عن صاحب السيرة الذاتية:
- فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، د. أحمد فؤاد باشا، عرض د. كارم السيد غنيم، مجلة المسلم المعاصر الكويت. .147-141:432 1985م.
- أحمد فؤاد باشا والمنظور الإسلامي لفلسفة العلم. د. سهام النويهي، مجلة المسلم المعاصر، الكويت ع(92):5-19. 1999. حوليات كلية البنات جامعة عين شمس. العدد 21، القاهرة.1998م.
- العطاء العلمي والفكري للأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا : دراسة ببليوجرافية. د. محمد فتحي عبد الهادي. مجلة الفهرست، العدد 6: 91- 114، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 1425ه.
- استقبال شخصيات مجمعية، مجلة مجمع اللغة العربية، العدد108، رمضان 1427ه.نوفمبر2006م.
- المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا، مجمع اللغة العربية، القاهرة، 1428ه-2007م، ص 151- 155.
- كتاب لا غنى عنه في الحوار الغربي الإسلامي: العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية، عرض د. محمود علي مكي، مجلة العربي، ع580 مارس 2007م، ص 184-189.
- موسوعة حوارات مع أعلام من جامعة القاهرة في مئويتها، الجزء الأول، مطبعة جامعة القاهرة 2008م، ص ص 180-186.
- الفائزون بجائزة الكويت، كتاب تذكاري، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، 2010م، ص 191،223.
- حوارات صحفية واذاعية وتليفزيونية عن جوانب من السيرة الذاتية والنشاط الفكري.
- اختيرت موضوعات من بعض كتبه ومقالاته للمطالعة في مقررات التعليم العام والجامعي بمصر وبعض الدول العربية.
- موسوعة علماء من مصر، نقابة المهن العلمية، جمهورية مصر العربية 2016م، الجزء الأول ص ص 63-66.
- أهم الكتب التي أثرت في فكر الأمة في القرنين التاسع عشر والعشرين. محور (3) قضايا فلسفية كتاب فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، تأليف د. أحمد فؤاد باشا، دار الكلمة بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة، 2017م.
- حصر النتاج العلمي والفكري:
واجه الكاتب صعوبة كبيرة في حصر النتاج العلمي والفكري للعالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا نظراً لكثرة النتاج وتعدد مجالاته فضلاً عن تعدد أماكن النشر، ومع هذا فقد تكرم أستاذنا مشكوراً بمد الكاتب بقائمة بأبرز كتاباته (3)،(4)، كما أمده بدليل الأعمال المنشورة في تاريخ العلوم وفلسفتها في مصر(5)، وفضلاً عن هذا أهداه مشكوراً بعد كتبه.
وقد اعتمد الكاتب في الحصر على كل هذه المصادر ومصادر أخرى مثل قائمة ببليوجرافية عن التراث العربي الإسلامي(6)، إلا أنه اضطر آسفًا لاستبعاد المقالات التي نشرت في جريدة الأهرام وغيرها من الصحف والمجلات العامة في مصر والوطن العربي نظراً لكثرة ما نشر بها وتشتتها فضلاً عن طبيعتها الخاصة، مؤجلاً ذلك لعمل آخر.
وقد أسفر الحصر عن 274 عملاً وتم تقسيم هذه الأعمال إلى الأقسام التالية:
- الكتب:
- كتب تعليمية ومراجع علمية في الفيزياء.
- كتب ودراسات في الفكر العلمي الإسلامي.
- كتب علمي ثقافية مؤلفة أو مترجمة للأطفال والناشئة.
- بحوث محققة
- تقديم ومراجعات كتب.
- مداخل علمية وثقافية في موسوعات ومعاجم.
- الأطروحات.
- البحوث العلمية:
- دراسات ومقالات في الثقافة العلمية وتاريخ العلم وفلسفته في دوريات ومؤتمرات.
وتم ترتيب الأعمال زمنياً من الأقدم فالأحدث في كل قسم من الأقسام عدا القسم الخاص بالموسوعات والمعاجم بسبب عدم معرفة تواريخ النشر (انظر القائمة المرفقة بالدراسة).
- دراسة لأهم سمات النتاج العلمي والفكري للأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا:
تتناول الدراسة التالية بإيجاز أهم السمات أو الخصائص للنتاج العلمي والفكري الذى أمكن حصره ورصده، والبالغ (274) عملًا وقد تم استبعاد التقديمات والمرجعات للكتب (14) وكذلك المداخل العلمية والثقافية في الموسوعات والمعاجم (14) من الدراسة التحليلية ، ومن ثم أصبح العدد (246) عملاً.
8/1- فئات الأعمال:
يوضح الجدول رقم (1) مئات الأعمال العلمية والفكرية ومنه يتبين أن دراسات ومقالات الدوريات تحظى بالمرتبة الأولى وهي تمثل نحو نصف الإنتاج الفكري، وهو أمر طبيعي ومألوف بالنسبة للمجالات العلمية.
جدول (1) فئات الأعمال العلمية والفكرية
الشكل
|
العدد
|
النسبة
|
أطروحات
|
2
|
0.8%
|
كتب
|
86
|
35%
|
دراسات ومقالات الدورات
|
124
|
50.4%
|
دراسات المؤتمرات
|
34
|
13.8%
|
المجموع
|
246
|
100%
|
وقد نشر الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا بحوثه ودراساته (36) في دورية، وهو عدد كبير ويشير إلى انتشار علمه وفكره على نطاق واسع (انظر الجدول 2).
وقد حظيت ثلاث دوريات علمية بالإنجليزية منها دوريتان من مصر (انظر القائمة) بنحو 48.7% (19 من 39)، كما حظيت أربع دوريات علمية ثقافية عربية (انظر القائمة) بنحو (55) مقالة من 85 مقالة أي نحو 64.7% من مجمل المقالات العلمية الثقافية.
أما الكتب فهي تمثل حوالي (35%) من مجمل النتاج الذي تم رصده، وهي في معظمها بالعربية، وهي كتب تعليمية ومراجع علمية في الفيزياء (24)، وكتب في الفكر العلمي الإسلامي (34)، وأيضاً كتب علمية ثقافية موجهة للأطفال والناشئة (23)، وكتب محققة (5).
جدول رقم (2) أبرز الدوريات التى نشرت بها الدراسات والمقالات
اسم الدورية
|
عدد الدراسات المنشورة بها
|
أولاً : الدوريات العلمية في الفيزياء وما يتصل بها
|
Egypt J. of Physics
|
7
|
Egypt J. of Solids
|
7
|
Ind.J.of Physics
|
5
|
ثانياً : المجلات العلمية الثقافية
|
مجلة الأزهر
|
24
|
المسلم المعاصر
|
11
|
العلم والمجمع
|
11
|
العلوم
|
9
|
ويتضح من قائمة الكتب، أن مؤسسة الأهرام – وبخاصة مركز الأهرام للترجمة والنشر- كان لها نصيب كبير في نشر الكتب، وبخاصة الكتب المترجمة إلى العربية، يليها شركة سفير، وهي دار نشر مختصة بنشر كتب الأطفال والناشئة، أما الدار الثالثة التي كان لها دور واضح في نشر الكتب فهي دار الفكر العربي التي تولت نشر الكتب التعليمية في الفيزياء في سلسلة خاصة بذلك، ويضاف إلى ذلك دار الكتب والوثائق القومية بمصر التى اهتمت بنشر الكتب التراثية.
وتأتي دراسات المؤتمرات (34 دراسة ) في المرتبة الثالثة بنسبة 13.8% وهي تشير إلى حرص أستاذنا الجليل على المشاركة الأيجابية في المؤتمرات مع ملاحظة أن بعض هذه المؤتمرات كان خارج مصر (موسكو، طوكيو، روما، طرابلس، عمان، الكويت)
أما آخر الفئات فهي تمثل أطروحتين إحداهما للماجستير والثانية للدكتوراه. ونضيف إلى ما سبق مواد منشورة بموسوعات، ومراجعات، وتقديمات الكتب.
8/2- التطور الزمني للنتاج الفكري:
يبين جدول (3) التوزيع الزمني للنتاج الفكري
السنة
|
كتب
|
مقالات ودوريات
|
دراسات ومؤتمرات
|
أطروحات
|
المجموع
|
1969
|
-
|
-
|
-
|
1
|
1
|
1973
|
-
|
-
|
1
|
-
|
1
|
1974
|
-
|
1
|
-
|
1
|
2
|
1975
|
-
|
1
|
-
|
-
|
1
|
1977
|
2
|
1
|
-
|
-
|
3
|
1978
|
4
|
2
|
-
|
-
|
6
|
1980
|
1
|
4
|
-
|
-
|
5
|
1981
|
1
|
3
|
-
|
-
|
4
|
1983
|
1
|
3
|
-
|
-
|
4
|
1984
|
1
|
1
|
-
|
-
|
2
|
1985
|
2
|
5
|
-
|
-
|
7
|
1986
|
3
|
5
|
-
|
-
|
8
|
1987
|
-
|
2
|
-
|
-
|
2
|
1988
|
1
|
4
|
-
|
-
|
5
|
1989
|
-
|
5
|
-
|
-
|
5
|
1990
|
-
|
9
|
1
|
-
|
10
|
1991
|
2
|
8
|
-
|
-
|
10
|
1992
|
-
|
5
|
2
|
-
|
7
|
1993
|
-
|
8
|
1
|
-
|
9
|
1994
|
4
|
4
|
-
|
-
|
8
|
1995
|
-
|
4
|
-
|
-
|
4
|
1996
|
1
|
2
|
1
|
-
|
4
|
1997
|
4
|
2
|
1
|
-
|
7
|
1998
|
5
|
2
|
4
|
-
|
11
|
1999
|
-
|
-
|
2
|
-
|
2
|
2000
|
4
|
-
|
3
|
-
|
7
|
2001
|
2
|
1
|
6
|
-
|
9
|
2002
|
2
|
2
|
1
|
-
|
5
|
2003
|
-
|
5
|
1
|
-
|
6
|
2004
|
3
|
1
|
-
|
-
|
4
|
2005
|
1
|
3
|
1
|
-
|
5
|
2006
|
2
|
3
|
-
|
-
|
5
|
2007
|
3
|
4
|
1
|
-
|
8
|
2008
|
4
|
5
|
-
|
-
|
9
|
2009
|
4
|
1
|
1
|
-
|
6
|
2010
|
5
|
2
|
1
|
-
|
8
|
2011
|
3
|
1
|
1
|
-
|
5
|
2012
|
1
|
2
|
-
|
-
|
3
|
2013
|
2
|
2
|
2
|
-
|
6
|
2014
|
6
|
5
|
-
|
-
|
11
|
2015
|
2
|
1
|
1
|
-
|
4
|
2016
|
3
|
1
|
-
|
-
|
4
|
2017
|
3
|
4
|
2
|
-
|
9
|
2018
|
2
|
-
|
-
|
-
|
2
|
2020
|
2
|
-
|
-
|
-
|
2
|
المجموع
|
86
|
124
|
34
|
2
|
246
|
ومن الواضح من الجدول (3) أن النتاج العلمي والفكري يمتد عبر (52) سنة ابتداء من 1969- وهو تاريخ أطروحة الماجستير- حتى عام 2020.
كما يمكن رصد الظواهر التالية:
- تتابع الإنتاج بصورة منتظمة أو شبه منتظمة منذ الحصول على درجة الدكتوراه عام 1974 حتى عام 2020 وأكثر السنوات إنتاجاً ( 1998 ، 2014) يليهما (1990، 1991).
(ب) يتوزع الإنتاج على العقود على النحو التالي:
الستينيات من القرن العشرين (سنة واحدة) 1.
السبعينيات من القرن العشرين 13.
الثمانينيات من القرن العشرين 42.
التسعينيات من القرن العشرين 72.
العقد الأول من القرن الحادي والعشرين 64.
العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين 52.
العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين (سنة واحدة) 1.
ويتضح أن النتاج في نمو متزايد من عقد لأخر وخاصة منذ الثمانيات من القرن العشرين، وأنه كان في قمته في التسعينيات يليها العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وهما معاً يمثلان 55.3% من مجمل النتاج.
(ج) يبين توزيع النتاج حسب الدرجة الوظيفية ما يلي:
معيد ومدرس مساعد (1969-1973) 2 0.8%
مدرس (1974– 1978) 12 4.9%
أستاذ مساعد (1979 – 1986) 30 12.2%
أستاذ (1987) 202 82.1%
والشيء اللافت للنظر هو تعاظم النتاج لدرجة كبيرة في درجة أستاذ (82.1%) وهو عكس المألوف بالنسبة لعديد من الأساتذة الذين يتوقفون أو يكادوا يتوقفون عن الكتابة بعد حصولهم على درجة الأستاذية.
ويتضح أن مرحلة الإسهام العلمي الأساسية في الفيزياء هي مرحلة أستاذ مساعد ومدرس، بينما كان الإسهام في مجال الثقافة العلمية والتراثية في مرحلة الأستاذية أساساً.
8/3- التوزيع الجغرافي:
يقصد بالتوزيع الجغرافي أماكن نشر الدراسات حيث يتضح أن الأعمال قد نشرت في دول مختلفة، فإلى جانب مصر نشر بعض النتاج في دول أخرى مثل: روسيا، المجر، اليمن، الهند، الكويت، تونس، لبنان، الولايات المتحدة، السعودية، ماليزيا، الامارات العربية المتحدة، إيطاليا، اليابان، الأردن.
8/4- التوزيع اللغوي:
يتوزع النتاج الفكري على ثلاث لغات هي:
اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، اللغة الفرنسية (أنظر جدول 4))
جدول(4) التوزيع اللغوي للنتاج الفكري
اللغة العربية
|
197
|
اللغة الإنجليزية
|
48
|
اللغة الروسية
|
1
|
246
|
ومن الواضح أن اللغة العربية هي الغالبة في النشر، وهي أساسا لغة النشر للأعمال العلمية الثقافية وتلك المرتبطة بالتراث الإسلامي، أما الأعمال باللغة الإنجليزية فهي أساسًا الدراسات العلمية عن الفيزياء المنشورة بالدوريات العلمية المتخصصة فضلاً عن أطروحة الماجستير، أما اللغة الروسية فهي لغة أطروحة الدكتوراه التي أجيزت في موسكو.
8/5- التأليف والترجمة:
التأليف هو الأساس في أعمال أستاذنا الجليل إذ إن الترجمات كانت في حدود 48 عملاً (كتب 24 و 24 مقال) بنسبة 19.5%، وهي أساساً الكتب والمراجع العلمية المترجمة عن الإنجليزية في الفيزياء ثم بعض الكتب العلمية المبسطة وبعض المقالات المترجمة.
وعموماً فقد كان لإجادة أ. د. أحمد فؤاد باشا اللغة الروسية إلى جانب الإنجليزية أثر كبير في ممارسته لنشاط الترجمة العلمية من اللغتين الروسية والإنجليزية إلى العربية وظهر ذلك في كثير من الكتب المعتمدة كمراجع أساسية في بعض الجامعات التي تدرس العلوم بالعربية.
وقد شغل التأليف المشترك والترجمة بالاشتراك نصيباً لا بأس به من مجمل النتاج (69 عملاً من 246) أي حوالي 28%، والتأليف المشترك كان أساساً في البحوث العلمية المنشورة عن الفيزياء في الدوريات المتخصصة، وقد بلغ عددها (39) بحثاً وهي كلها مشتركة التأليف، يليها الكتب التعليمية والمراجع المترجمة (16 عملاً) ويضاف إلى ذلك (12 كتاب) في الثقافة العلمية الإسلامية، وكتاب واحد محقق بالاشتراك ودراسة واحدة مقدمة لمؤتمر.
8/6- الاتجاهات العلمية والفكرية:
نحن أمام عالم متعدد الجوانب، فهو صاحب مدرسة علمية في تخصص فيزياء الجوامد، وهو صاحب فكر علمي مستنير يعرضه بتمكن ووضوح رؤية للمثقفين وللناشئة والصغار، وهو رائد من رواد التنوير العلمي، وناقل للمعرفة العلمية لأبناء العربية، وهو فيلسوف علم مرتبط أشد الارتباط بتراثه العربي الإسلامي وبدينه الحنيف وبلغته العربية، مع الانفتاح بغير حدود على الثقافة والرؤى المعاصرة والمستقبلية، ولذلك يصدق عليه القول أنه عالم الفلاسفة وفيلسوف العلماء، وقد وظف علمه لخدمة البحث في مجال التخصص ووظف العلم لخدمة غير المتخصصين ووظف العلم أيضاً لخدمة التراث العربي الإسلامي. ويبين الجدول رقم (5) توزيع النتاج الأساسي على مجالات الاهتمام العلمية والفكرية:
جدول رقم (5) توزيع النتاج الأساسي على مجالات الاهتمام العلمية والفكرية
مجال الاهتمام
|
أطروحات
|
بحوث دوريات ومقالات
|
أوراق مؤتمرات
|
كتب
|
المجموع
|
النسبة
|
الفيزياء والعلم
|
2
|
75
|
2
|
24
|
103
|
41%
|
الفكر العلمي الإسلامي
|
-
|
49
|
32
|
39
|
120
|
48.8%
|
الفكر العلمي المبسط للأطفال والناشئة
|
-
|
-
|
-
|
23
|
23
|
9.3%
|
المجموع
|
2
|
124
|
34
|
86
|
246
|
100%
|
ولسنا بصدد الحديث عن إسهامه العلمي الأصيل في مجال التخصص وهو الفيزياء، فقد تمثل الإنتاج أساسًا في دراسات علمية منشورة باللغة الإنجليزية في دوريات علمية محكمة سواء في مصر أو خارجها مما يشهد له بالكفاءة والتميز في مجال التخصص، حيث تم الاستشهاد بكثير من أبحاثه في تلك الدوريات، وهو لم يقتصر على الإسهام العلمي ببحوث منشورة وإنما كان حريصًا على توصيل العلم في تخصصه لزملائه ولطلابه، ولذلك بادر مع زملاء له ومن منطلق إتقانه للغتين الروسية والإنجليزية بترجمة أمهات الكتب والمراجع في الفيزياء إلى اللغة العربية، كما ساهم مع زملاء له في تأليف كتب دراسية رصينة في سلسلة يرأس هيئتها الاستشارية وهي سلسلة الفكر العربي لمراجع العلوم الاساسية.
أما الجانب الثاني وهو الذي حظى باهتمام كبير من جانب عالمنا الجليل فهو جانب العلم في منظوره الأوسع وفي منظوره الفلسفي وفي ارتباطه بالتراث العربي والإسلامي. وقد كان لتعلمه الفلسفة أثر كبير في التعرف على مقومات الفلسفة المادية مما ساعده على القيام بدراسات مقارنة في مجال فلسفة العلوم من وجهات نظر الفلسفة الوضعية المختلفة أفضت إلى بلورة اتجاه غير مسبوق في فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، وقد صبغت الملامح الأساسية لهذا الاتجاه في كتاب صدر في عام (1984) بعنوان "فلسفة العلوم بنظرة إسلامية" وتكاملت الفكرة مع مشروع إسلامية المعرفة. وقد حظى هذا الاتجاه بعديد من المقالات المنشورة في دوريات معروفة، فضلاً عن دراسات مقدمة إلى مؤتمرات وندوات علمية وكتب منشورة.
وفي دراسة قيمة للدكتورة سهام النويهى(7) أستاذة المنطق وفلسفة العلم بجامعة عين شمس أشارت إلى أن الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا من أوائل المهتمين بالمنظور الإسلامي لفلسفة العلم إضافة إلى اهتمامه البالغ بتاريخ العلم الإسلامي، وهو أول من نبه إلى ضرورة النظرة الإسلامية لفلسفة العلم باعتبارها رؤية جديدة لفلسفة العلم. وأنه يؤكد على أهمية تأسيس " نظرية العلم الإسلامية" ويعرض لوجهة النظر الإسلامية لبيان أهميتها وضرورتها ليس للمجتمع الإسلامي فحسب بل وللمجتمع البشري بأكمله، وهو يقوم بمناقشة قضايا الفكر العلمي وفق منهاج إيماني عقلاني يعتبر العلم حالة فكرية وفريضة إسلامية لها إطارها العقائدي ورصيدها الحضاري... وهو يرى أنه بالمنظور الإسلامي للعلم والذي يدعو إليه إنما يهدف إلى حل مشكلات الأمة الإسلامية عن طريق الأخذ بما أسماه " نظرية العلم الإسلامية" باعتبارها النظرية الحضارية الأقدر على إصلاح الفكر وترشيد العمل النافع.
ويمثل الجانب الثالث لعالمنا الجليل طرفاً آخر لتناول العلم هو ما يطلق عليه الثقافة العلمية، وذلك بتبسيط العلم وتقديمه للآخرين في صورة يمكن استيعابها بسهولة ويسر سواء للكبار أو للناشئة والصغار. وهو لذلك يسهم بعديد من المواد العلمية في الموسوعات مثل دائرة سفير للمعارف الإسلامية وموسوعة الشروق وموسوعة الكويت العلمية للأطفال وموسوعة المفاهيم الإسلامية العامة.. إلخ. كما أنه يقدم مجموعة من الكتب المبسطة عن العلم للأطفال والناشئين مثل: كوكب الأرض، تجارب علمية للأطفال، لماذا تمطر السماء؟ تجارب علمية للأطفال، لماذا تمطر السماء؟ ميكي يسأل ويجيب.. إلخ.
وهو بهذا يهدف إلى تكوين الثقافة العلمية وتأسيس المنهجية العلمية الرشيدة لدى الفرد منذ الصغر حتى تتأصل فيه عندما يكبر ويقوى عوده وتزداد معارفه ومداركه.
تبقى الإشارة إلى جانب آخر هو مساعده زملائه وطلابه في العلم ودعمهم، ولذلك نجده يرحب بكتابه مقدمات لكتبهم، ويرحب بتحرير الكتب ومراجعتها وتدقيقها حتى تصدر في صورة علمية راقية، ومن الأمثلة على ذلك: مراجعة كتب: إنباط المياه الخفية، البراكين والزلازل...إلخ.
تحية إلى هذا العالم الجليل المتمكن من عمله، باسط علمه للجميع، والمؤمن أشد الإيمان بالتراث الإسلامي العظيم، والمنادي بنظرية إسلامية ورؤية إسلامية للعلم والتقنية.
تحية إلى هذا العالم الذي يعمل عملًا كبيرًا... في صمت وبهدوء وبإيمان قوي.
تحية إلى العالم المبدع الذي يخجلك بتواضعه الجم... تواضع العلماء الكبار.. وفي كل جلسة معه تحس بالراحة وتشعر بالرضا والطمأنينة.