الثقافة الابداعية العربية وعوالم أخري في عصر الرقمنة
د/ نـــــوران فــــؤاد
نشر: الخميس 24/أكتوبر/2024م
الإبداع أعدل الأشياء قسمة بين البشر: -
فالناس يولدون وهم مزودون بقدرات عقلية متميزة، وبإمكانات تتواصل بغير انتهاء، وبمواهب شتى، وبخيال خصب، الا أن هذه القدرات، وتلك المواهب وهذه الإمكانات تظل خبيئة فى داخلنا، تحتاج لمن يخرجها من حيز الكمون الى حيز التحقق الخلاق في الواقع.
وهذا التحقق على أرض الواقع الثقافي والمجتمعي العربي: -
مشروط بنسق مجتمعي وثقافي متميز، يحرض على الابداع الثقافي: تحديدا واستظهار المواهب الثقافية والفنية والأدبية المتجددة رغبة في مشروط بنسق مجتمعي وثقافي متميز، يحرض على الابداع الثقافي في مجمله: تحديدا واستظهار المواهب الثقافية المتجددة رغبة فى إنتاج المزيد من المعرفة والتحفيز على الإبداع وتوفير إمكانات اقتصادية (صناعة النشر وسائر الصناعات الثقافية الإبداعية) المهيئة للإبداع الثقافي والأدبي، والمساعدة على تفجير الطاقات الكامنة، ومجتمع يشجع على الإبداعين ويقيم وزنا للموهبة والقدرة الثقافية والفنية والأدبية، إضافة إلى المساهمة المجتمعية فى إمكانية التحقق الثقافي والمجتمعي العربي..
ولعلنا فى عصر سمته الأساسية العلم والتكنولوجي والرقمنة:-
يصبح الإبداع مطلبا لا مناص منه، ليجد المبدع العربي القاسم المشترك في النسق المجتمعي والثقافي العربي هو الإبداع، فالإبداع فينا، هو نحن، هو المبدع الإنسان والإنسان المبدع، والاختلاف ليس في جوهر الإبداع بقدر درجته، التى لا تتحقق إلا من خلال الإيمان بالمبدع وإمكانية مفتوحة تنطوي على وجود إنساني، وثقافي، ومجتمعي، يتجلى في ثراء نفسى وعقلي ممتلئ، مفعم بالإمكانات والقدرات بيد أن المبدع يكتب فى ظل ثقافات متعددة وأجواء إنسانية متباينة، وفى عصر سمته لنفسه موقعا متميزا على خريطة عالم كوكبي يخطو وثبات علمية تفوق قدرتنا الإنسانية والثقافية والمجتمعية على التنبؤ.
وتعد الدهشة هي جوهر الإبداع: -
وملهمة المبدع، وروح العمل الإبداعي، مما يستلزم معه ان لا نحدد داخله روح التساؤل، ولا نضع حدودا لتعطشهم المعرفي، وألا نحبط في داخله أي نزوع صوب البحث والتنقيب والاستكشاف.
ويحتاج الإبداع العربي الى إطار ثقافي ومجتمعي: -
يقوم على قيم التسامح وتداول الموروثات، حيث تعدد الآراء فيما هو بالأمس واليوم أمر مشروع ومقبول مجتمعيا، فلا توجد إجابة أو استجابة واحدة صحيحة ومطلقة، ولا نموذج مجتمعي راسخ لا يمكن تغييره، ولا فكرة موروثة ومتداولة قطعية صارمة لا بديل عنها، فكل حجة لها حجة مضادة، وكل سؤال من الممكن أن يتحول إلى إشكالية إبداعية تستلزم حلولا متعددة ونهايات مختلفة.
فهو هنا لا يسير وفق لنموذج مجتمعي واحد، أو رؤية واحدة، ومعني واحد، بل: -
- العربي إفراز للعقل والنسق الثقافي والمجتمعي الذي يحيا في فلكه المبدع.
- العقل يأتي أولا والنسق الثقافي والمجتمعي في المحل الثاني.
- فالعقل ينبوع القدرة والإمكانية والموهبة، ثم مصدر اساس، لأنه جوهر وجود المبدع.
ولكن الثقافة متعددة: لأنها محكومة بالموقع، مسكونة بثوابت الجغرافيا ومتغيرات التاريخ وأنساق القيم. والمبدع قد يعيش فى بيئة مخصبة للإبداع، فتتجلي قدراته الإبداعية الخلاقة، وصروحه التفسيرية، وقد يعيش فى بيئة معوقة للإبداع، فتخبو إمكاناته وقدرته الإبداعية.
* الرقمنة والثقافة والابداع أبعاد التشكل وأليات المقاومة فى البناء القيمي العربي:-
إن عمليتي العولمة والرقمنة، عابرة للثقافات، بل يراها البعض اتجاها نحو قيام ثقافة إنسانية عامة موحدة، تتسم بسمات خاصة تستفيد منها الفئات المسيطرة على العمليات الاقتصادية والسياسية والإعلامية، لذلك، تظل الإجابة عن العلاقة بين العولمة والرقمنة والثقافة الإبداعية الوطنية العربية أمرا صعبا، فهي تحاول وصف ممانعة الثقافة الإبداعية الوطنية فى أن تندمج فى سيرورة العولمة واندفاعها في اختراق الثقافة الإبداعية الوطنية، فتقوم تلك العملية(العولمة) بربط أجزاء العالم، على الرغم من تباعدها وانفصالها جغرافيا وسياسيا وعرقيا بروابط عدة وإمكانات تواصل آنية، ومحاولة التنميط الثقافي لمجتمعاتنا وتغييبها واغترابها تمهيدا لجعله قرية كونية واحدة تابعة كلية للقطب الأوحد فى العالم الذى يهدف فى سعي دؤوب لتجاوز حدود الهويات الثقافية المجتمعية لنا، بهدف تهميش خصوصياتنا وحدوث اختراق ثقافي Cultural Penetration، لبنائها يعقبه ذوبانها وتلاشيها والهيمنة على مقدراتنا، فى نفس الوقت وذات الاتجاه تحاول الثقافة الإبداعية الوطنية عدم عزل نفسها أو التقوقع ثقافيا، فهذا وضع مستحيل، ولم يعد بالإمكان الحديث عن ثقافة إبداعية منعزلة أو ثقافة نقية وصافية تكتفي بنفسها وتتجدد ذاتيا دون الاحتكاك بالآخر، أو الأخذ من ثقافة أو ثقافات خارجية. كذلك، ليس من السهل تعيين حدود الخاص والعام فى عملية العولمة الثقافية داخل الثقافات المختلفة بسبب قوة التأثيرات المتبادلة وسرعة تبني وتمثل رؤى ومواقف جديدة أو غير "أصيلة" فى مكونات الثقافة، بغض النظر عن المقصود علميا بالأصالة أو عدمها.
والثقافة العربية التي نقصدها بمعناها العلمي هي:
أسلوب الحياة أو المعيشة التي تضم جملة الفاعليات والمجالات الإنسانية التى تتبدى فى السلوك والتفكير معا مما ييسر تعلمه ونقله عبر المؤسسات والأنساق والنظم العربية الاجتماعية، سياسية، أو اقتصادية، أو علمية، أو فنية وإبداعية ..... إلخ.
فالثقافة هنا، صيغة من صيغ الفكر والسلوك وأسلوب للاستجابة للعالم والتأثير فيه ومن ثم قد يستعار ذلك الأسلوب أو تلك الصيغة من ثقافة مرحلة سابقة وهى تتصادم الأقاليم الزمنية الثقافية فى مسعي كل منها إلى تأكيد أو تغليب رؤيته الخاصة للعالم والانتصار لها، وعلى هذا الوجه، تكون الثقافة متخلفة إذا ما تشبثت بجمود آلية التذكر التى تؤدي إلى الضيق والتقلص، وتكون متقدمة إبداعية إذا ما تفتحت إمكانياتها للتوسع والامتداد، فهناك بعض جوانب المجتمع الذى بدأ مستقبله أو غده، وهناك من لم يبلغ أمسه بعد ويختلف الجميع، ويتفاوتون في استجاباتهم للمتغيرات العالمية التي تتجاوز حدود مجتمعهم.
ومن الملاحظ فى الآونة الراهنة أن هناك اتجاها متزايدا للاستثمار في مجالات العمل الثقافي العربي ومجالات الإبداع الفكري والفني والصناعات الثقافية الابداعية.. (النشر والتصوير والموسيقي والغناء والسينما وغيرهم).. الدولي والثقافي في المجتمعات الدولية عل الدولية المختلفة، ونشر ثقافة المجتمع، والأكثر تحكم باعتبارها الثقافة الأكثر تقدما، ويتم نشر هذه الثقافة والقيم المجتمعية الاستهلاكية، من خلال عدة آليات تكنولوجية ورقمية ومؤسسية واتصالية مختلفة.
فى الوقت ذاته يحاول مجتمعنا العربي ان يحافظ على هويته الذاتية ونسقه القيمي وابتكار أليات للتجدد والمقاومة، ولا يتم ذلك بالانغلاق على الذات دون تفاعل مع ثقافة العولمة والرقمنة، حيث أصبح قرار الانغلاق ليس بمقدور دولة أو حكومة أو فرد.
عربي، بل ويتوجب معه مواجهة تحديات مواجهة الظاهرة وتطوير أساليب التعامل معها وتحديد ملامح الدور المستقبلي المؤسسي المساند للنسق المجتمعي والثقافي الإبداعي العربي في تسويق عربي مشترك (النشر، معارض الكتاب، والعروض الفنية)
ولقد أفرزت تلك التحديات وضعا جديدا أدي إلى جدل ملموس بين عناصر وصور الثقافة المحلية لكل دولة عربية، وتلك الوافدة فى مجال الأدب والإبداع الفكري بصفة عامة مما ترتب عليه نوع من المواجهة بين الأنا والآخر واقتضي ضرورة السعي لحسم تلك المواجهة بما يضمن الحفاظ على الهوية من جانب والإفادة من الروافد الثقافية الوافدة من جانب آخر. ولعل من أبرز التحديات المعاصرة التي تؤثر في علاقة المؤسسية بالثقافة الإبداعية والتي تسهم في الوقوف على أبعاد العلاقة بين الخصوصية والعالمية فى الإبداع.
وبحسبان لما يتردد من مفاهيم تتعلق بالعولمة والرقمنة والثقافة والإبداع، تعددت الاتجاهات الثقافية التي تحدد موقف المبدع العربي من ظاهرتي العولمة والرقمنة، والتي يمكن أن نجمل أبرزها فيما يلي: -
- الرفض التام:-
ينظر أنصار هذا الاتجاه إلى معطيات ظاهرتي العولمة والرقمنة ونتاجهما الثقافي الإبداعي بالكثير من الشك والريبة باعتباره تهديدا للهوية الثقافية والإبداعية للمجتمع العربي، ويستهدف السيطرة الثقافية وما يستتبعها من خدمة مصالح القوي الكبري في العالم. ومن ثم يري هؤلاء أن عمليات الحداثة والتحديث الثقافي والإبداعي تهدد وبالضرورة الثابت والأصيل في الموروث القيمي المجتمعي والثقافي الإبداعي العربي، ووفقا لهذه الرؤية يتعين على المبدع تكريس التراث المجتمعي والثقافي لمجتمعه العربي فى إبداعاته على تنوعها، والحفاظ على المألوف من الآداب والفنون وكافة أشكال الإنتاج الثقافي والإبداعي العربي..
- القبول والتحمس:-
يبدي أنصار هذا الاتجاه تأييدا للعولمة والرقمنة وثقافتهما وإبداعاتهما باعتبار أنهما لا تمثلان تهديدا للهوية الثقافية للمجتمع العربي بقدر ما تسهمان فى إعادة تشكيلها وتطويرها حتي يمكن التكيف مع معطيات الحياة المعاصرة، ولعل المتتبع للإنتاج الأدبي والفكري العربي الآن يمكن أن يلمس بوضوح مؤشرات على مدي تأثر هذا الاتجاه غضاضة في ذلك استنادا إلى أن محاكاة النماذج الثقافية المقدمة يعد الخطوة الأولى والضرورية للإبداع الثقافى، وعلي المؤسسات الثقافية الإبداعية على تنوعها(حكومية – أهلية) واختلاف أهدافها وتوجهاتها، وفقا لهذا الاتجاه: ضرورة التأكيد على أهمية التكامل الثقافي والإبداعي العربي وإعداد المبدعين بصورة مرنة تضمن سهولة انخراطهم في التيارات الثقافية الإبداعية العالمية والقدرة على الإفادة منها.
- القبول الحذر: -
ويري أنصار هذا الاتجاه أن للعولمة والرقمنة وسلبياتهما وإيجابياتهما، ومن ثم فإن المؤسسات الثقافية الإبداعية العربية على تنوعها (حكومية – أهلية) واختلاف أهدافها وتوجهاتها مطالبة بالسعي للحفاظ على مقومات الهوية الثقافية الوطنية العربية مع الاستفادة من الإمكانات الإيجابية للعولمة والرقمنة والسعي الحثيث لجعل الثقافة الوطنية العربية بعناصرها المختلفة قادرة على الحد من سلبيات العناصر والروافد الثقافية الوافدة.
- البناء القيمي المجتمعي العربي:-
تشمل الثقافة الوطنية العربية الجوانب المعنوية، والتي تشمل منظومة القيم المستمدة من مفهوم الإيثار، وامتدادا إنسانيا ومجتمعيا لأرواح الآباء من قوانين ومكونات الأعراف والتقاليد والأفكار المتداولة، خصوصا بعد أن أصبح البناء القيمي المجتمعي عنصرا حاضرا فى القرارات المجتمعية العربية الرشيدة، ومن المعروف بأن تلك المنظومة القيمية هي التي تقرر بفعل استيعاب أفراد المجتمع العربي، تيسير الانتقال إلى شروط واستحقاقات المستقبل ومقتضياته، بحيث تتفاعل وتهضم أهم المتغيرات محلية، وإقليمية، وعالمية، بمرونة لا تمس حاضر الوطن ولا تتعارض مع أنبل أهدافه الاستراتيجية.
وتتطلب صياغة الابداع فى ظل البناء القيمي المجتمعي العربي لوقتنا الحالي عمليتين: -
أولاهما: تنقية الثقافة العربية الراهنة من كل ما علق بها من قيم مجتمعية سلبية على مدي التاريخ.
وثانيهما: إضافة حلول ورؤى جديدة لما ينبغي ارتياده من أفاق إبداعية عربية، لمواكبة اللحظة التاريخية الآنية الكوكبية.
وتعد المجتمعات العربية من المجتمعات الرائدة في مجال الإبداع الثقافي بصفة عامة والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة، ولعل ذلك يعزي فضلا عن مقومات البيئة الطبيعية إلى مقومات وسمات الشخصية العربية، وفى مقدمتها الجمع بين الجوانب العقلية والوجدانية بالإضافة إلى القدرات والمهارات التنظيمية.
ونخلص من حديثنا حول العولمة والرقمنة والثقافة والابداع، والبناء القيمي المجتمعي العربي الراهن إلى:-
التأكيد على أهمية الثقافة الوطنية بما تمثله من أصالة وانتماء والتكامل الثقافي الانساني والمجتمعي العربي وذلك عن طريق تنفيذ إستراتيجية ثقافية مجتمعية مرنة تسعي إلى المزج بين الخصوصية والعالمية من خلال الحفاظ على المنجزات الثقافية الإبداعية العربية، وتنمية وعي أفراد المجتمع العربي بأهمية ذلك مع ضرورة السعي لإحياء العناصر الثقافية العربية الأصيلة، من ناحية أخري يتوجب على المؤسسات الثقافية على اختلاف أنواعها (حكومية – أهلية) وأهدافها وتوجهاتها أن تعمل على تنمية المواهب والقدرات الإبداعية العربية ومن ثم روح الانتماء والولاء للثقافة الوطنية العربية بمنتوجاتها.
لما يتعين عليها التركيز على كل ما من شأنه تنمية الحس النقدي والتمييزي لدى أفراد المجتمع العربي بما يمكنهم من مقاومة عوامل الغزو الثقافي ومحاولات الاحتواء، وكذا تعزيز القدرة على الانتقاء الواعي.
إن نجاح النسق المجتمعي والثقافي العربي في تطويع البناء القيمي المجتمعي بهدف تكوين العقلية العربية المبدعة المتكاملة الناقدة: من شأنه تدعيم قدرة الفرد على التدقيق والتقييم السليم وتمييز الغث من الثمين باستخدام عنصري الحذف والإضافة أهم عناصر تنقية وتنمية الثقافة الشعبية لكل مجتمع عربي ومن ثم البناء القيمي المجتمعي: -
باستبعاد وتنقية الجوانب القيمية المعيقة للتنمية الثقافية فى مقابل تعظيم أخرى تسهم في دفع عجلة التنمية الثقافية العربية المحرضة على الإبداع والتجاوب مع نواتج الإبداع الثقافي التى تتدفق إلينا فى عصر سقطت فيه الحواجز، والاختيار من بين هذه النواتج بما لا يتعارض مع الجوانب الأصيلة والأصلية فى ثقافتنا العربية وبما يحقق الاستفادة من المستجدات الثقافية العالمية، والتفاعل الإيجابي البناء بين ما هو وطني وما هو رافد، وبما يكفل الاندماج في المنظومة العالمية في الوقت الذى نحتفظ فيه بكيان ثقافي عربي مستقل واضح الملامح. وايجاد صورة أكثر تطورا للمبدع المثقف والمثقف المبدع العربي
من حيث معارفه، واتجاهاته، وقيمه المجتمعية، والثقافية.
ومهاراته الإبداعية قد تغيرت، مبدع عربي قادر على صناعة المعرفة والتأثير المتبادل في ثقافات الاخرين وإبداعاتهم، والأخذ من الثقافات الأخرى بما يتناسب مع ثقافته وينسق معها وليكون رافدا من روافد نغذيها عبر الزمن.
إطلالة على المستقبل ورؤى تكاملية (الماضي والحاضر والمستقبل)..
لعل أهم ما يجب على المؤسسات الثقافية والإبداعية على تنوعها (حكومية – أهلية) على اختلاف أهدافها وتوجهاتها، وفى ضوء الاهتمام بالإبداع والمبدعين، ضرورة التأكد علي الثقافة الوطنية العربية، بما تمثله من أصالة وانتماء وفي ذات الوقت الانتقاء الواعي في كل ما هو جديد ووارد.
فالتاريخ الذي صنعه وسطره العربي عبر العصور المختلفة يؤكد أن الثقافة الإبداعية عملية مجتمعية دينامية لها مردودها الإنساني ذلك المردود الذى يحتم على مؤسساتنا الثقافية والإبداعية العربية: مداومة إنتاجه والحفاظ عليه وتنقيته وتطويره بما يكفل انسجامه وتناغمه مع معطيات الحضارة الإنسانية بصفة عامة. إن هذه النظرة للدور المؤسسي فى مجال الإنتاج المجتمعي الثقافي والإبداعي لتؤكد أن العلاقة بينهما علاقة جدلية وثيقة تتجسد في الأبعاد الزمنية الثلاثة :-
الماضي والحاضر والمستقبل:
التكامل الثقافي والمجتمعي العربي
ويتطلب التفكير خارج الصندوق، لذلك آن الأوان لتبني مزيدا من البرامج والآليات الوطنية الملزمة للمؤسسات وعلى مراحل، وتلك الآليات هي التي تحدد الإطار الحاكم بشأن: من سينتج؟ ولمن؟ وماذا سينتج؟ وكيف؟ وبالتالي تضع البحث العلمي إطارا لعملها، وطريقها لبناء منظومة الأداء الثقافي والمجتمعي العربي، في ظل أدوات وطنية.
وتناولنا في السابق :
الإبداع أعدل الأشياء قسمة بين البشر، والتحقق على أرض الواقع المجتمعي العربي في عصر سمته الأساسية العلم والتكنولوجيا والرقمنة، الدهشة هي جوهر الإبداع، مرورا بالإطار الثقافي والمجتمعي للإبداع العربي، العولمة والرقمنة، والثقافة والابداع أبعاد التشكل وأليات المقاومة فى البناء القيمي المجتمعي العربي، وإطلالة علي المستقبل، مشيرين فى اللاحق إلى التأثر والتأثير فى البناء الثقافي والمجتمعي العربي فيما يخص قيما يخص تناول القيم المجتمعية العربية بكثير من الموضوعية، مع وضع الظاهرة في سياقها الثقافي والمجتمعي، مغربلا التراث الشعبي العربي بصورة إيجابية ولائقة، لما أشرنا إليه سابقا من التحقق على أرض الواقع الثقافي العربي في عصر سمته الأساسية العلم والتكنولوجيا والرقمنة، مرورا بالإطار الثقافي والمجتمعي للإبداع العربي الاصيل، مما يواكب معه معطيات العصر الذى يعيشه دون أن ينتفي معه أن يكون هاضما لتراثه الانساني العالمي واعيا لتوجهاته.