كتب: عبد الرحمن هاشم

استضافت دار أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ليتحدث لطلاب الجامعة وذلك مساء الأربعاء 27 نوفمبر الجاري بحضور السيد الأستاذ خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء الجامعة والأستاذ الدكتور محمد حسن العزازي رئيس الجامعة ونواب الرئيس وعمداء الكليات وعدد من الشخصيات العامة وأدار اللقاء الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي عميد المتطلبات الجامعية ومدير مركز تحقيق التراث العربي.

وقال الأستاذ خالد الطوخي إن مجتمع الشباب يواجه موجة من الإلحاد، ولقد تحاورت مع بعض هؤلاء فوجدت أنهم كانوا في البداية على درجة عالية من الإيمان، ومع تسرب الأفكار الخبيثة بطرقها الملتوية بدأت مأساتهم في الشك فوقعوا في أسر هذا الشك الذي جعلهم يفقدون الثقة في الثوابت كلها.

ومن حسن الطالع أن نستضيف العالم العلامة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ليحدثنا عن صور من هذه الأكاذيب وليفند لنا الإفتراءات التي يتعرض لها ديننا الحنيف، وليكون حديثه هداية لنا جميعًا، ونأمل من فضيلته أن يُتبع هذا اللقاء لقاءات إن هنا في الأوبرا أو في مسجد الجامعة، فنحن نسعد به ونسعد بحديثه وفقه الله.

وقال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام ، مفتي الجمهورية، إنه لا توجد حضارة في الدنيا تقوم على الأوهام، لكن الحضارات -كما عهدناها- لا تقوم إلا على العلم والاجتهاد.

ومعنى ذلك أن الوصول إلى بناء الدولة والعمران لا يتحقق إلا من خلال العلم والعمل والاجتهاد، وأن العلوم الدنيوية أمر مهم لخدمة الحضارة، ومصر –بفضل الله ومنته- تمتلك أسماء من العلماء لامعة ، ونريد أن يكون لدينا آلاف العلماء من أمثالهم.

وأضاف مفتى الجمهورية: كل القضايا المطروحة تحتاج إلى العقل والتفكير، حتى إن قضية الإيمان مطروحة للتحاور العقلي، وعلينا ألا نقبل الأمور إلا بعد فلترتها، وليحرص كل منا على ما يسمع وما يقول، لأن الله تعالى سيحاسبنا على كل حرف ننطقه، لقول المولى عز وجل "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

وشدد مفتي الجمهورية علي ضرورة التعامل بحرص مع وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: ليس كل ما في الفضاء الالكترونى يجب تصديقه فهناك الكثير من الأكاذيب والشائعات، وما يكشفها هو التثبت والتبين لما يتم بثه من معلومات وأخبار، ولذا علينا ألا نأخذ العلوم الشرعية إلا من المتخصصين في هذا الشأن.

وتساءل مفتى الجمهورية : لماذا جاءت الرسالات السماوية ؟ موضحًا أنها جاءت لصالح  الإنسان وإرشاده إلى طريق البناء والرشاد والعمران وتحقيق النفع والخير لكل الإنسانية.

وقال فضيلة المفتى: إن  القرآن الكريم أكد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين سواء الإنسان أو الجماد أو النبات .

ووجه مفتى الجمهورية رسالته للطلاب والطالبات قائلاً: مهما كثرت عليك الذنوب فلا تقنط من رحمة الله تعالى وعليكم بالاستغفار والرجوع إلى الله تعالى، داعياً الطلاب والطالبات إلى التزود من العلم والاجتهاد فى تحصيله حتى تحتل مصرنا الغالية مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب .

وأضاف مفتى الجمهورية فى إجابته عن سؤال حول مدى مشروعية الحجاب؟  إن الحجاب فرض بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، مشدداً على أنه لا يوجد شكل محدد للحجاب بل هناك شروط له من أهمها أن يكون ساترا للمرأة عدا الوجه والكفين وألا يصف ولا يشف جسم المرأة ، مؤكداً أن الأعراف والبيئات تختلف في تحديد هذا الزي الساتر للمرأة بالشروط المرعيّة .

وعن كيفية التواصل مع دار الإفتاء قال فضيلة المفتى نعمل من ٩ صباحا حتى ٩ مساءاً ونتلقى من الأسئلة ما يتراوح بين ٢٥٠٠ و ٣٤٠٠ يومياً وفى العام الماضي فقط تلقينا مليون و٣٧ ألف سؤال.

وأعلن أن خط ١٠٧ مخصص لتلقي أسئلة الفتاوى بلا مقابل ويمكن التواصل من خلال موقع دار الإفتاء أو صفحة دار الإفتاء المصرية أو البريد الالكتروني أو الحضور لمقر دار الإفتاء خاصة إذا تعلق الأمر بمسائل الطلاق ويمكن متابعة البث المباشر يوميا على صفحة الدار.

وعن جهود الدار في مواجهة الإلحاد، أجاب مفتي الجمهورية: دربنا مجموعة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء أصبحوا مهيئين لمناقشة كافة مسائل الإلحاد وتفنيدها.

وبالفعل، تم تصنيف معتنقى أفكار الالحاد لـ ٣ مستويات ورجع كثير من المتشككين عن الأفكار الخاطئة التى كانت تسيطر عليهم ، ومن نجد  لديه مشاكل نفسيه نحيلهم للأطباء النفسيين، وبعضهم يحتاج إلى جلسات على مدار سنة لرده عن الإلحاد .

وفى نهاية الندوة أهدى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الأستاذ خالد الطوخى، والأستاذ الدكتور محمد العزازى،  رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، درع الجامعة لفضيلة المفتى تقديراً لدوره فى مواجهة الأفكار الخاطئة ونشر المفاهيم الدينية الصحيحة .