كتب عبد الرحمن هاشم:
برعاية الأستاذ خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر مدير منظمة التربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وبحضور الأستاذ الدكتور أشرف حيدر رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، شهدت أوبرا جامعة مصر يوم الخميس الموافق 31مارس 2022م، انطلاق فعاليات يوم المخطوط العربي تحت شعار “إرثنا المخطوط في زمن العولمة”، وهو اليوم الذي أقره وزراء الثقافة العرب، ودعمته الألكسو واحتضنته هذا العام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وقد أقيم هذا الاحتفال المهيب بحضور عربي وإسلامي ودولي رفيع المستوى، فقد حضر الحفل السيد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وعدد من السادة سفراء الدول العربية والإسلامية، من بينهم سفير المملكة العربية السعودية، وسفير المملكة المغربية، وسفير دولة موريتانيا، وسفير دولة جزر القمر، وسفير دولة أندونيسيا… وكذلك عدد من الملحقين الثقافيين لبعض السفارات الأجنبية والوفود المصاحبة.
وقد أشرف على تنظيم هذا الاحتفال الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية، والأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا؛ وقد وقع الاختيار على جامعة مصر لاحتضان هذا الحدث السنوي الكبير نظرا لما يقوم به هذا المركز الواعد من أنشطة متنوعة في خدمة التراث العربي تفضي بدورها إلى تحقيق رسالة الجامعة في خدمة المجتمع والبحث العلمي.
كما حضر الاحتفال لفيف من كبار العلماء، وكبار الشخصيات، فقد حضره فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نائبا عن شيخ الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، والأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لمجمع اللغة العربية، والأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا الخبير التراثي الكبير، والدكتورة نيفين محمود رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومي، والأستاذ الدكتور مدحت عيسى مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، والأستاذة الدكتورة سحر فضل الله مدير مركز التراث العلمي بجامعة القاهرة، ومجموعة من رؤساء ومديري وأعضاء المؤسسات التراثية العربية ورجال الإعلام العربي.
وحضر الحفل من قيادات الجامعة الأستاذ الدكتور شريف رفعت نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذة الدكتورة فوزية أبو الفتوح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي والأستاذ الدكتور محمد إسماعيل حامد مستشار السيد رئيس مجلس الأمناء واللواء طارق عطية واللواء أيمن رخا والسادة عمداء الكليات والمراكز البحثية، والسادة الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس، وعدد كبير من طلاب جامعة مصر ومعهد المخطوطات العربية.
وفي ذلك الحدث العربي الكبير، منحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الألكسو) وهي إحدى منظمات جامعة الدول العربية درع المنظمة للأستاذ خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ليتسلمه بالنيابة الأستاذ الدكتور أشرف حيدر رئيس الجامعة.
وقد جاء هذا التكريم تعبيرًا عن تقدير مستحق للسيد الأستاذ خالد الطوخي بعد تاريخ مديد من خدمة التراث العربي، والمتمثل في مبادرته بإنشاء أول مركز لتحقيق التراث يقام في جامعة عربية خاصة، والذي أنتج من المحققات العلمية ما جعله من أكبر المراكز المتخصصة في تحقيق التراث العربي العلمي التطبيقي
وألقى الأستاذ الدكتور أشرف حيدر رئيس الجامعة كلمة ضافية أمام الحفل، أشاد فيها بالرعاية الكريمة لرئيس مجلس الأمناء الأستاذ خالد الطوخي، ورحب بالسادة الضيوف، ثم قال فيها: “إن احتضان جامعةِ مصرَ للعلوم والتكنولوجيا هذه الاحتفالية الكبيرة بيومِ المخطوطِ العربي، حدث يمثل بالنسبةِ لنا جميعًا احتفاءً بالهوية الحضارية، والجذور الأصلية التي نَفْخرُ بالانتماءِ إليها”.
وأضاف: لقد وفقنا اللهُ تعالى في هذه الجامعةِ أن نُسْهِمَ في هذا المجالِ الحيويِ حين بادرْنا إلى إنشاءِ مركزٍ لتحقيقِ التراثِ العربي، ليكونَ نبراسًا ورائدًا تَسِيرُ على خطاه سائِرُ الجامعاتِ العربية، وقد اعتبرنا ذلكَ واجبًا قوميًا والتزامًا أخلاقيًا، فمن لا ماضيَ له لا حاضرَ له، ولا ثمارَ بغيرِ جذور، بل لا ظلالَ بغيرِ جذور، وهذا الأمرُ في حدِّ ذاتِه يمثلُ بالنسبةِ لنا جزءًا لا يتجزأُ من رسالةِ الجامعةِ في مجالين أساسيين متلازمين هما: خدمةُ المجتمع، والبحثُ العلمي.
واعتبر الدكتور حيدر أن حرص هذا المركزِ الواعدِ أنْ يجْمَعَ بين تحقيقِ المخطوطاتِ التراثية، وآخِرِ المستجداتِ العلميةِ الحديثةِ في ذاتِ التخصص، وإسنادِ أعمالِ المراجعةِ والتعليقِ إلى نخبةٍ من الأساتذةِ المتخصصين في المجالِ المرادِ تحقيقُه، قد حقّق الفائدةَ المرجوة وأكد العلاقةَ بينَ أصلِ العلمِ ومراحلِ تطورِه، ولا يَخْفَى ما لهذا الأمرِ مِن أهميةٍ بالغةٍ في بناءِ جيلٍ متمكنٍ من علماءٍ عربٍ يستطيعون الإسهام والمنافسة في عصرِ العولمة.
وأوضح رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أنَّ العُنوانَ الذي اختارتْهُ الجامعةُ العربيةُ لهذه الاحتفاليةِ وهو “إرْثُنا المخطوط في زمنِ العولمة” يُشير إلى هذا التحدي الكبير، الذي يَجبُ أنْ نَخوضَ غِمارَهُ إذا أردنا – بحقٍ- أن نسيرَ في ركْبِ التقدُّمِ العلميِّ الحديث.
وألقى الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي ورئيس تحرير مجلة جامعة مصر للدراسات الإنسانية كلمة خلال الاحتفالية قال فيها: إن مبادرة التكريم الطيبة تجاه جامعة مصر ممثلة في رئيس مجلس أمنائها الأستاذ خالد الطوخي، تدل على الدور الحيوي الذي تقوم به جامعة الدول العربية ومنظمتها المعنية بالتربية والثقافة والعلوم ومديرها العام الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر.
وأضاف: إن احتفالية هذا العام بيوم المخطوط العربي والتي انطلقت من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إنما تفتح مجال المشاركة لكل المؤسسات التراثية العربية ليس فقط في دولنا العربية بل في شتى أنحاء العالم، إذ توجد بالفعل بعض المؤسسات المعنية بالتراث العربي المخطوط في دول أجنبية، وهذا ما يشعرنا بالفخر إزاء هذا التراث العظيم الذي أجبر العالم كله على احترامه بل واقتنائه وفهرسته والحفاظ عليه.
وأوضح الدكتور أنس عطية الفقي أن العنوان الذي تم اختياره شعارا لهذه الاحتفالية “تراثنا المخطوط في زمن العولمة”، يمثل نداءً لنا ولأبنائنا وبناتنا، يحفزنا على الانطلاق من أصول العلوم والمعارف إلى آفاق التطور والتكنولوجيا، ما يساعدنا على الخروج من إطار التقليد إلى عالم الإبداع والتجديد المرتكز على تلك الأصول.
وذكر أن مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سطر صفحات من الدعم المتواصل منذ نشأته من أجل تحقيق تلك المعادلة المهمة بالتوازن بين التراث والمعاصرة من خلال إصداراته التي أصبحت الآن أحد العناوين البارزة في مختلف المعارض الدولية ولله الحمد. إذ جمعت بين التحقيق العلمي المعتبر والتعليق المتخصص كالذي تم في تحقيق كتاب القانون لابن سينا والجامع والمغني لابن البيطار وتلخيص البيان في مجازات القرآن وغير ذلك من إصدارات حصل بعضها على جوائز عربية قيمة كجائزة مجمع اللغة العربية وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب.
واختتم كلمته بالقول: إن مساهمات جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في خدمة التراث العربي والثقافة العربية لا تقتصر على جانبي التأليف والتحقيق فحسب. لافتًا إلى استضافة الجامعة معارض الهيئة العامة للكتاب وتخصيص أيام للاحتفال باللغة الأم ويوم المخطوط كل عام.
وشهدت الاحتفالية مراسم تكريم مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ممثلا في مديره الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي، وتكريم الأستاذ الدكتور عبد الستار الحلوجي لاختياره شخصية العام في البحث التراثي، وتكريم الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف لجهوده في تحقيق كتاب “المحلى” لابن حزم واختياره كتاب العام التراثي، وأيضا تكريم دارة الملك عبد العزيز ممثلة في رئيسها الدكتور فهد بن عبد الله السماري واختيارها مؤسسة العام التراثية.
كما شهدت إقامة معارض لإصدارات دارة الملك عبد العزيز ودار الكتب ومركز تحقيق التراث العربي ومعهد المخطوطات العربية كما أقيم معرض لكلية الآثار التابعة لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.
وقد تسلم الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي درع معهد المخطوطات العربية لخدماته الجليلة للتراث العربي، وقد سلمه لفضيلته الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات العربية.
وبعد منتصف اليوم شهد الحفل أيضا جلستين علميتين: الأولى حول عنوان الاحتفالية ” تراثنا المخطوط في زمن العولمة”، أدارها الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات. والثانية حول المسيرة العلمية للشخصيات والجهات التي تم تكريمها. وقد أدار هذه الجلسة السيد الدكتور محمود مهدي بدوي الخبير بمركز التراث العربي بالجامعة.