Print
الأستاذ الدكتور حسين نصار .. وداعا.....
الأستاذ الدكتور حسين نصار .. وداعا

من العَيْب ، بل من الإهانة والمهانة أن تُهيلَ الأُمَّةُ وأبناؤُها التُرابَ على ذاكرتِها ، وأغلى ممتلكاتِها مُمثلة فى علمائها الأعلام العِظام ، وأن تهمِل وجودَهم ، وتنسى مآثرَهم وآثارَهم فيعفوَ ذكرُهم ، وينطمِسَ أثرُهم ، ونحن فى هذا وذاك أول الخاسرين! 
  وفى المقابل فإنه من الشرف والكرامة أن تُعلى الأُمَّةُ الكريمة الناهضة من شأن علمائها ، وتحفظَ لهم مكانا ومكانة فى ذاكرتها ؛ إذ هم أثمن كنوزِها ، وأغلى ثرواتِها ، فيصبحون قدوة ومُثُلا عُليا للأجيال من بعدِهم ، ونحن فى هذا وذاك أول الرابحين! 
    وكما سعدنا بعودة الاهتمام والاحتفال بعيد العلم ، والاحتفاء بالعلماء وتكريمهم ، تألمنا كثيرا بقبض ورحيل بعض العلماء الواحد تلو الآخر، فبالأمس القريب رحل عن دنيانا الأستاذ الدكتور الطاهر مكى (1924 ـ أبريل 2017) ومن قبله رحل عنا الشاعر اللغوى المُفوَّه فاروق شوشة (1936 ـ أكتوبر 2016) ومن قبله بنحو شهر فُجِعنا برحيل العالم الكبير د. أحمد زويل (1946 ـ أغسطس 2016) ، ومن قبله بنحو عام صدمنا برحيل الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف (1941 ـ ديسمبر 2015) ، ومن قبله بثلاة أشهر رحل عنا العلامة الدكتور كمال بشر (1921 ـ أغسطس 2015) ، ومن قبله بعدة أشهر رحل أستاذنا مؤرخ الأدب رئيس مجمع الخالدين الدكتور شوقى ضيف (2010 ـ مارس 2015) ، ومن قبله بنحو عام رحل الشاعر أبو همام ، الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم (1945 ـ ديسمبر2014) ، ومن قبله ودَّعنا أستاذنا فارس الثقافتين ورئيس المجمعين الدكتور محمود حافظ  (2012 ديسمبر 2011) ، ومن قبله بأشهر قلائل رحل أستاذنا الدكتور مصطفى الشكعة (1917 ـ أبريل 2011) ، وغيرهم. 
    واليوم نجتمع لتأبين أستاذنا الدكتور حسين نصار (25 أكتوبر 1925 ـ 29 نوفمبر 2017) ، وهو واحد من أبرز أعلام العربية والدراسات القرآنية ، وأحد المهتمين بالترجمة الفنية لمجموعة من الكتب المهمة ، فى مجال الأدب والموسيقى والغناء والأدب الشعبى والأساطير ، والتى يصعب على كثيرين التعرض لترجمتها ، وتقديمها فى القالب العلمىّ المضبوط  فى لغتنا العربية ؛ وفضلا عن هذا وذاك ، فهو رائدٌ للدراسات المُعجمية على مستوى العالم العربى لا فى مصر وحدها ، بشهادة مُشْرِفِه الرائد الكبير الأستاذ مصطفى السقا ، حيث يقول عن دراسته: "المعجم العربى: نشأتُه وتطورُه": لعل هذا البحث أول بحثٍ من نوعه فى اللغة العربية ، يتصدى لتأريخ "المعجم العربى فى نشأتِه وتطوره" ، منذ بدأ المسلمون يضعون الخطوط الأولى لتأليفهم فى متن اللغة العربية ، حتى يومنا الحاضر ؛ ... إذ لم يقم أحد ـ فيما أعلم ـ بتأريخ شامل للمعاجم العربية ، مجموعٍ فى نسق تفصيلىٍّ ، على منهج علمىّ قبل صاحب هذا البحث". 
      ثم يقول الأستاذ السقا ، فى موضع آخر ، مُبينا حجم الجُهد الذى بذله فقيدُنا فى منهجه الذى اتخذه فى دراسته: ولا ريب فى أن الأخذ بهذا المنهج العلمى الدقيق ، كلف صاحبه عناءً وجَهدا مريريْن ، قطعاه عن كل ما حوله من وسائل الترفيه عن النفس ، قطعا تاما ، حَوليْن كامليْن ، عكف فيهما على بحثه عكوف الراهب فى صومعته ، وحين كنت أراه فى الفينة بعد الفينة ، كنت أرى فى ملامحه أثر الإعياء والكَلال ، ناطقا بثِقَل ما يحمل من عبءِ العمل الدائب ، فكنت أشفِق عليه أحيانا ، وأُرثِى له فى قرارةِ نفسى حينا ، ولكن سَرعان ما كان حديثُه إلىَّ فى استمراء عمله ، وفرحُه بما يُوَفَّقُ إليه من نتائج بحثِه ، يُبدل إحساسى نحوه من إشفاق ورثاء ، إلى ثقة واطمئنان قويَّيْن ، فقد كانت نفسُه قوية ، لا يتسرب إليها الوهن ولا الضعف ، ولا تعرفُ الترددَ ولا الحيرة ، فكان ذلك مما يودِعُ نفسى الطمأنينة التامة ، على أن هذا الطالب بالغٌ ـ ولا شك ـ أقصى الغرض ، مصيبٌ أبعدَ الهدف ؛ لأن همتَه أقوى من جسمِه ، وعزيمتَه أمضى من قلمِه ، ومن كانت هذه حالُه ، لم يعزّ عليه مطلبٌ ، ولا ندَّ عنه مأرب. رحم الله الأستاذ السقا رحمة واسعة ، فنادرا ما يذكرُ الأستاذُ مناقبَ الطالبِ على هذا النحو المُشَرِّف ، لكأنى بروحه تحوم حولنا ، تأبنُ تلميذَه النجيبَ معنا!   
      كما ارتبط اسم الدكتور نصار ـ رحمه الله ـ بالأدب المصرى فى العصور الإسلامية المختلفة ، وصار العَلمَ الأشهر فى هذا التخصص إلى وقت رحيله ، بعد كل من الأساتذة الراحلين أحمد أمين، وأمين الخولى، والدكتور محمد كامل حسين مؤرخ الأدب الاسلامى واللغوى القدير ، وهو غير جراح العظام والأديب الأشهر صاحبُ الاسم الثلاثىِّ نفسِه. وهكذا صار الدكتور حسين نصار رابع أستاذ يتولى الإشراف على هذا التخصص الدقيق من فروع الدراسة الأدبية بجامعة القاهرة. ومع هذا فقد أدرجته ثقافته المتنوعة ضمن الموسوعيين الكبار ، ولعله آخرهم. وهو نفسه قد لاحظ هذا وسجله حينما استكتبته مجلة الهلال القاهرية فى بابها الشهير "التكوين" (عدد مايو 1999) فقال: وأعتقد أن ابتدائى فى الاطلاع غير المحدَّد فى سن مبكرة ، قبل أن تتضح الميولُ ، وتُحكِم قبضتَها على صاحبها ، هو الذى جعلنى ـ فى حياتى كلها ـ أتوسَّعُ فى القراءة ، ولا أقتصر على تخصص معين لا أعدوه إلى غيره. 
اهتمامه بشعراء العربية الكبار:
     وكما أولِعَ العقاد العظيم بابن الرومى وكان فى طليعة من قدموه إلى العربية المعاصرة ، اهتم أستاذنا الدكتور نصار بهذا الشاعر الكبير فحقق "ديوان ابن الرومى" فى ستة مجلدات، وهو أضخمُ دواوين العربية وأكبرُها على الإطلاق، ولم يكتف بتحقيق الديوان فحسب ، ولكنه ترجم كتابًا ضخمًا عن حياته وشعره للمستشرق روفون جست تحت عنوان "ابن الرومى حياتُه وشعرُه"، وهو تقريبًا أشمل دراسة للشاعر وشعرِه فى تاريخ الأدب العربى، كما ترك لنا أيضًا كتابًا مؤلفًا عنه.
    وفضلًا عن ديوان ابن الرومى الذى قام بتحقيقه، فقد حقق الدكتور نصار عدة دوواوين أخرى من عيون الشعر العربى ، لشعراء متفرقين زمانيًّا ومكانيًّا سنذكر بعضهم لاحقا ، كما راجع وأشرف الرجلُ على تحقيق لزوميات أبى العلاء المعرى الصادرة فى ثلاثة مجلدات طوال.
اهتمامه بالتحقيق:
    اهتم فقيدُنا الكريم بتحقيق التراث من واقع أهميته من عدة نواح، فهو يمثل ذاكرة الأمة ، وسياج هُويتها ، وهو الجسر الذى يربط حاضرَنا بماضينا ، سعيا نحو مستقبل أفضل ، وفضلا عن هذا فهو المرجع الموثوق به من الناحيتين اللغوية والتاريخية. وربما لهذا وغيره يهتم المستشرقون بتجميعه وتحقيقه ، ولكن لأهداف وأغراض أخرى ليس هنا مجال الحديث تفصيلا عنها. 
    أما اهتمام فقيدُنا بتراثه فلم يكن سعيا نحو مجد شخصى بقدر ماكان دورا مُهمًا يستطيع أن يقوم به خدمة للغته ، وتاريخه ، وحضارته العربية التليدة ، وفى هذا يقول ـ فى تواضع العلماء ـ وذلك فى ختام تقديمه لشرح اللزوميات: لا نريد (أىْ بعملنا فى هذا التحقيق والمراجعة) فخرا ولا تزيدا ، وإنما سَعَيْنا إلى المشاركة فى خدمة تراثنا العظيم بإخضاع نصٍ رأينا أنه قيِّمٌ لمنهجٍ فى التحقيق نرجو أن يكون علميا سليما ، يرضى عنه أصحاب المناهج القويمة فى التحقيق".      
من مؤلفاته العلمية:
    امتاز الدكتور نصار بغزارة وتنوع إنتاجه العلمى والأدبى غزارة وتنوعا كبيرين ؛ ولهذا يصعب تصنيفُه أو حصرُه فى مجال واحد من مجالات الفكر والأدب ، إلا أن أبرز إسهام له ـ رحمه الله ـ بخلاف رسالتيه للماجستير والدكتوراه ـ يتمثل فى الدراسات الخاصة بالقرآن الكريم ، وتحقيق التراث ، والدراسات اللغوية والمعجمية ، ثم إنه قد أَوْلى الترجمةَ نصيبا من جُهده واهتمامه ، إضافة إلى جُهد واضح فى مجالات الدراسات الأدبية واللغوية والتاريخية ، كما اختص الأدبَ الحديثَ ممثلا فى بعض رجالاته كعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين ، وشيخ الأمناء أمين الخولى ببعض الدراسات. 
 علوم القرآن:
ـ إعجاز القرآن (التحدي ـ المعارضة) ، (العجز ـ المعجزة ـ الإعجاز ـ التأليف فى الإعجاز)، ط مكتبة مصر، 1999 (كتابان فى مجلد واحد) ـ الفواصل، ط مكتبة مصر، 1999 ـ الصَّرْفَة والإنباء بالغيب، ط مكتبة مصر، 2000 (بحثان فى مجلد واحد) الإبهام فى القرآن والإعجاز العددى، ط مكتبة مصر، 2011 (بحثان فى مجلد واحد) ـ التكرار، ط مكتبة الخانجي، 2002 ـ المتشابه، ط،مكتبة الخانجى، 2003 ـ فواتح سورالقرآن، ط مكتبة الخانجى، 2003 ـ الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم، ط دار الهلال، 2000 ـ القسم فى القرآن الكريم، ط مكتبة الثقافة الدينية، 2001 ـ الأمثال، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب. مكتبة الأسرة 2002 ـ الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم، ط دار العالم العربى، مصر، 2011.
تحقيق التراث:
ديوان ظافر الحداد ـ ديوان عبيد بن الأبرص الأسدى ـ ديوان الخِرْنِق ـ ديوان ابن وَكِيع التِّنِّيسِيّ شاعر الزهر والخمر (جمع وتحقيق) ـ ديوان ابن مطروح ـ ديوان سُرَاقَةَ البَارِقِىّ ـ ديوان جميل بثينة ـ ديوان قيس بن ذَرِيح ـ ديوان ابن الصوفى ـ ديوان ابن الرومى (6مجلدات) ـ قصيدة الغريب لجعفر بن بشار الأسدى ـ العاطل الحالى والمُرْخَص الغالى لصفى الدين الحلى ـ المختار من الموشحات لمصطفى السقا ـ معجم تيمور الكبير فى الألفاظ العامية (6 مجلدات) ـ الوقف على "كلا" و"بلى" فى القرآن لمكى بن أبى طالب القيسى ـ النجوم الزاهرة فى حلى حضرة القاهرة لابن سعيد الأندلسى ـ الجزء الثامن من مختار الأغاني لابن منظور ـ رحلة ابن جبير ـ ولاة مصر للكندى ـ الجزء السادس والجزء الثالث عشر من معجم تاج العروس للزَّبِيدى.
الأدب:
نشأة الكتاب الفنية فى الأدب العربى، ط مكتبة النهضة المصرية، 1954،1966، ط مكتبة الثقافة الدينية 2002 (نال به درجة الماجستير) ـ ابن وكيـع التنيسى شاعر الزهر والخمر، ط مكتبة مصر، 1953 ـ ظافر الحداد ، شاعر مصرى من العصر الفاطمى، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975 ـ مصر العربية، ط دار الثقافة العربية 1960،1961، ط بيروت، ضمن منشورات اقرأ 1980 ـ الشعر الشعبى العربى، ط وزارة الثقافة و الإرشاد القومى، 1962 ، ضمن سلسلة المكتبة الثقافية، عدد رقم 60، ط دار الرائد العربى. مصر، 1982، ط الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2002، ضمن سلسلة الدراسات الشعبية، عدد رقم 64 ـ القافية فى العروض والأدب، ط دار المعارف، 1980، ط مكتبة الثقافة الدينية 2002 ـ أدب الرحلة، ط شركة أبو الهول ، لونجمان 1991 ـ فى النثر العربى ، ط مكتبة الأسرة 2000 ـ فى الشعر العربى ، ط مكتبة الثقافة الدينية، 2001 ـ فى الأدب المصرى، ط مكتبة الثقافة الدينية، 2003 ـ الطبيعة والشاعر العربى، ط مكتبة نهضة الشرق 1974 ـ المختار من كتاب الكامل للمبرد، ط وزارة الثقافة والإرشاد القومى، 1960 ـ دراسات حول طه حسين.
اللغة:
المعجم العربى: نشأته وتطوره، ط مكتبة مصر,1965،1968،1988،1999 (دراسته للدكتوراه فى جزءين ، بإشراف المحقق الكبيرالراحل مصطفى السقا، وهو أشهر كتب الأستاذ الدكتور حسين نصار رحمه الله) ـ معجم آيات القرآن الكريم، ط الحلبى، 1954،1965 ـ مدخل تعريف الأضداد، ط مكتبة الثقافة الدينية، 2003 ـ بحوث ومقالات لغوية، ط،مكتبة الثقافة الدينية، 2004 ـ دراسات لغوية، ط دار الرائد العربى ، بيروت، 1981.
التاريخ:
الثورات الشعبية فى مصر الإسلامية، ط وزارة الثقافة والإرشاد القومى، 1969 ، ضمن سلسلة المكتبة الثقافية، عدد رقم 215، ط الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة الدراسات الشعبية، 2002 ،عدد رقم 70 ـ نشأة التدوين التاريخى عند العرب، مكتبة النهضة 1973، ط منشورات اقرأ ، بيروت 1980 ـ صفحات من القضاء الإسلامى، ط المنار العربى 1992، ط مركز الحضارة العربية، مصر 2002.
التراجم:
يونس بن حبيب، ط دار الكاتب العربى 1968، ط مكتبة الثقافة الدينية 2002 ـ أمين الخولى، ط المجلس الأعلى للثقافة 1996.
ترجمات إلى اللغة العربية:
مصادر الموسيقى العربية لفارمر ـ تاريخ الموسيقى العربية لفارمر ـ الموسيقى والغناء فى ألف ليلة وليلة لفارمر ـ ابن الرومى: حياته و شعره لروفون جست ـ دراسات عن المؤرخين لمرجليوث ـ المغازى الأولى ومؤلفوها لهورفنتس ـ أرض السحرة لبرنارد لويس.
من أوجه التكريم الذى صادف أهله:
    وقد نال الدكتور نصار العديد من أوجه التكريم الذى يستحقه أمثاله ، ممن أعطوْا بلدهم وعالمهم العربى والإسلامى من عصارة فكرهم وجَهدهم الكثير والكثير ، كما تخرج على يديه أجيال تلو أجيال فى مصر والبلاد العربية ، فقد درَّس فى جامعات السعودية والعراق والسودان إلى جانب أم الجامعات المصرية والعربية جميعا. 
      وقد حصل الراحل الكريم ـ رحمه الله ـ على عدد كبير من الأوسمة والجوائز وأوجه التكريم ، ومن أبرز هذه الجوائز: 
   ـ جائزة الدولة التقديرية فى الآداب ، فى وقت مبكر (سنة 1986) ، لا سيما إذا ما عرفنا أن عميد الأدب الدكتور طه حسين قد نالها عام 1959، والأستاذ العقاد سنة 1960.
ـ جائزة الملك فيصل العالمية فى الآداب سنة 2004.
ـ جائزة الرئيس مبارك فى الآداب سنة 2006، والتى عُرفت بعد ثورة يناير 2011بجائزة النيل.
    رحم الله أستاذ الأساتذة الدكتور حسين نصار رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته.

 

Print

مركز تحقيق التراث

بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أنشيء عام 2010م خدمة للتراث والمشتغلين به، ومشاركة في الحفاظ عليه والتوعية بقيمته وإبرازا لإنجازاته المزيد

العنوان:

جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الحي المتميز - مدينة 6 اكتوربر
Web: www.must.edu.eg
Facebook: facebook.com/mustuni
Twitter: twitter.com/must_university
Instagram: instagram.com/mustuni
Pinterest: pinterest.com/mustuni

تليفون:

فاكس

01285330279-01285330279- 01060314825

بريد الكتروني


abhashem2009@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة ل مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا