يعد العلامة مرتضى الزبيدي من العلماء الموسوعيين الذين خلفوا لنا مؤلفات قيمة في فنون عديدة، يأتي على رأسها معجمه (تاج العروس) الذي يعد من أوسع المعاجم العربية مادة، ومن مؤلفاته رسالة "مزيل نقاب الخفا عن كنى ساداتنا بني الوفا" والتي حاول من خلالها جمع كُنى أهل بيت بني الوفا المنتسبين إلى السيد محمد بن محمد بن محمد بن وفا السكندري الشاذلي الصوفي، وهو بيت صوفي لأهله كرامات وعناية بإحياء سنة التكني التي كادت تندثر، ويحل محلها الألقاب المخالفة للشريعة. وقد جاءت الرسالة في مقدمة وعشرين مطلبا: المقدمة: اشتملت على عدد من آراء علماء اللغة في تعريف الكنية واشتقاقها، وأصل كلمة "أب" التي تمثل صدر الكنية ومشتقاتها. أما المطالب العشرون، فيمكن تقسيمها ثلاثة أقسام: قسم لغوي: ويضم المطالب الأول والثاني والخامس، وفيها تحدث عن أقسام العَلَم وعرَّف بها، وفرَّق بينها. قسم فقهي: ويمثله المطلب الثالث، وفيه ذكر آراء بعض العلماء في حكم التكنية "بأبي القاسم" لمن اسمه محمد أو أحمد نهيًا ورخصة في الجمع بينهما. قسم تاريخي: ويشمل تقريبًا بقية المطالب وفيها رتب الكنى ترتيبا معجميا؛ وقد ذكر فيها عددا من الكُنى الواقعة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وكُنى الصحابة المبشرين بالجنة، والأئمة الأربعة، ثم كُنى بني الوفا، وسر اختصاصهم بالكُنى، وتأتي كُنى بني الوفا في أغلبها مفردة مضافة لصفات الجود والخير والعز، كأبي الجود وأبي الكرم، وبعضها مضافا إلى جمع كأبي السيادات والمراحم والمكارم...الخ. وتمتاز الرسالة بذكر عدد كبير من كُنى الأعلام، كما ذكرت الكثير من الأسماء والكنى التي توافقها، وعرفت بمجموعة من رجال ونساء البيت الوفوي الذي قلَّ ذِكرهم في كتب التراجم، كما أنها أثْرت الموضوعات اللغوية والفقهية التي تطرق إليها.