Print
أقوال وأحوال في طريق القوم .....
أقوال وأحوال في طريق القوم

بقلم/ عبد الرحمن هاشم

الحمد لله الذي عمَّ الوجود بفضله، وغمر العباد برحمته، فرفع الصادقين، وجبر المنكسرين، وعفا عن المخطئين.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، إمام الأنبياء وسيد الأصفياء، المطهر من رق الأغيار وشوائب الأكدار.

تولاه ربه بالرعاية والحفظ والعناية، فكان المثل الأعلى والإنسان الكامل، وقد اقتبس الأولياء من أنواره المباركة، وأخذوا منه الميراث، كل بحسب نصيبه، وانتشروا في العصور والدهور والبقاع والأصقاع لينشروا رحمته وهداه، فاهتدت بهم النفوس الضالة، وصفّت على أقدامهم القلوب الحائرة.

وبعد، فما أحوجنا في هذه المقالة إلى تذكر أحوال الصالحين من الأولياء والعارفين، وهي الأحوال المقترنة بالأقوال والحكم المتعلقة بتزكية الروح وتطهير النفس.

وقد وقع في يدي ــ لحسن الحظ ــ كتاب فريد من نوعه، ظهر حديثاً في الأسواق محققًا بدراية، هو كتاب: لواقح الأنوار في طبقات الأخيار المعروف باسم الطبقات الكبرى للشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني المتوفى سنة 973هـ وقد حققه وقدّم له وعلّق عليه الشيخ الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي.

والمتصفح للكتاب لا يغيب عنه ما فيه من منهاج حريٌ بالمربين السير عليه ليصلوا بتلاميذهم ومريديهم وأبنائهم ومحبيهم إلى برّ الأمان بإذن الله وتوفيقه.  

والكتاب في حقيقته قد ألفه الشيخ الشعراني لذلك، أعني كي يقتدي السالكون طريق الله عز وجل بالصحابة والتابعين المذكورين فيه من القرن الأول الهجري إلى آخر القرن التاسع وبعض القرن العاشر.

ومقالتنا هذه تنتقي من هذا الكتاب العمدة في بابه أبرز ما يتعلق بالتربية والتعهد والرعاية مما قاله الأخيار الذين جمع أخبارهم الإمام الشعراني، ليكون عونًا للمربين وأنفع للمريدين.

كما نسوق هذه القضايا في صورة سؤال وجواب، ونختمها بذكر طائفة من الحكم المبثوثة في الكتاب بأجزائه الأربعة والتي يمكن أن تجرى مجرى الأمثال في زماننا هذا والأزمنة المقبلة بإذن الله.

ــ ما أهمية التربية على يد شيخ؟

قال الشيخ محي الدين بن العربي [ ت 638هـ] رضي الله عنه: لو أنك يا أخي سلكت على يد شيخ من أهل الله عز وجل، لأوصلك إلى حضرة شهود الحق تعالى، فتأخذ منه العلم بالأمور من طريق الإلهام الصحيح، من غير تعب ولا نصب ولا سهر، كما أخذه الخضر عليه السلام، فلا علم إلا ما كان عن كشف وشهود، لا عن نظر وفكر وظن وتخمين.

وكفى شرفًا بعلم القوم قول موسى عليه الصلاة والسلام للخضر عليه السلام: "هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا" الكهف: 66.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: لا يظفر بأستاذ إلا مخصوص عند الله، فأستاذك بالنسبة إليك هو فضل الله عليك ورحمته بك، فسلم له إن وجدته تسلم وتغنم.

وقال: اثبت تنبت، فما نبتت شجرة قط قطعت زمانها في التنقل من مغرس إلى مغرس.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: إذا لم تجد صاحب الحال فعليك بصاحب المقال وإياك وصحبة من لا قال له ولا حال.

وقال: رأى السيد عبد القادر الجيلي [ ت 561هـ ] رضي الله عنه لمريد له أنه لا بد له أن يزني بامرأة سبعين مرة، فقال: يا رب اجعلها في النوم، فكان ذلك.

وقال: من العباد من تولى الله تربيته بنفسه بغير واسطة، ومنهم من تولاه بواسطة بعض أوليائه، ولله عبادٌ يتولى تربيتهم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه من غير واسطة بكثرة صلاتهم عليه.

وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: قل عند النوم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم خمسًا، بسم الله الرحمن الرحيم خمسًا، ثم قل: اللهم بحق محمد أرني وجه محمد حالًا ومآلًا، فإذا قلتها عند النوم، فإني آتي إليك.

ــ هل لابد لمن يقتفي آثار الأنبياء أن يُؤذى كما أوذوا، ويقال فيه البهتان والزور كما قيل فيهم؟

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني [ ت 973هـ ] رضي الله عنه: نعم، ليرفع بذلك قدرهم بين عباده، وليكمّل بذلك أنوارهم، وليحقق بذلك ميراثهم للرسل في تحمل ما يرد عليهم من أذى الخلق، وعليهم خلعة الحلم والرحمة بالخلق.

وقال الشيخ علي الخواص [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: لو أن كمال الدعاة إلى الله تعالى كان موقوفًا على إطباق الخلق على تصديقهم لكان الأولى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله، وقد صدقهم قوم، فهداهم الله بفضله، وحرم آخرون، فأشقاهم الله بعدله.

وقال داود بن ماخلا [ توفي حوالي سنة 735هـ ] رضي الله عنه: والله لولا أن الله تعالى يريد ستر أوليائه في هذه الدار ما سلط عليهم أحدًا يؤذيهم.

ــ ما الحكمة أو السرّ في جعل خواص عباد الله عزّوجل من الأولياء والعارفين مستورين عن غالب خلقه؟

قال الشيخ محي الدين بن العربي [ ت 638هـ] رضي الله عنه: لجلالتهم عنده، ولو كانوا ظاهرين بين الخلق وآذاهم إنسان لكان قد بارز الله بالمحاربة، فأهلكه الله، فكان سترهم عن الخلق رحمة بالخلق.

أما من ظهر من الأولياء للخلق، فإنما يظهر لهم من حيث ظاهر علمه ووجود دلالته، وأما من حيث سر ولايته فهو باطن لم يزل.

وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: لكل ولي ستر وأستار، فمنهم من يكون ستره بالأسباب، ومنهم من يكون ستره بظهور العزة والسطوة والقهر، على حسب ما يتجلى الحق تبارك وتعالى لقلبه، ومنهم من يكون ستره بالاشتغال بالعلم الظاهر، والجمود على ظاهر النقول، ومنهم من يكون ستره بالمزاحمة على الدنيا، وتظاهره بحب الرياسة والملابس الفاخرة، وهو على قدم عظيم في الباطن.

ـ ما أسباب ازورار الناس عن معرفة أولياء الله عز وجل؟

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني [ ت 973هـ ] رضي الله عنه: من أشد الأشياء التي تحجب عن معرفة أولياء الله تعالى شهود المماثلة والمشاكلة، وهو حجاب عظيم، وقد حجب الله به أكثر الأولين والآخرين، ولكن إذا أراد الله عز وجل أن يُعرّف عبدًا من عبيده بولي من أوليائه، ليأخذ عنه الأدب، ويقتدي به في الأخلاق طوى عنه شهود بشريته، وأشهده وجه الخصوصية فيه، فيعتقده بلا شك، ويحبه أشد المحبة، وأكثر الناس الذين يصحبون الأولياء لا يشهدون منهم إلا وجه البشرية، فلذلك لم ينتفعوا بهم، ولو عاشوا عمرهم كله معهم، لكن الحق سبحانه وتعالى أراد بحسن اختياره لأوليائه أن يجعل الناس فيهم قسمين، معتقد ومنتقد، أو مصدق ومكذب، فيتعبدوا لله تعالى فيمن صدقهم بالشكر، وفيمن كذبهم بالصبر، والإيمان نصفان: صبر وشكر.

فعلى المريد أن يجلس مع الولي على حقيقة التصديق، وعليه الصدق والتسليم، والإخلاص والوفاء بالعهود، حتى يسلم قياده إليه، ويلقي نفسه سلمًا بين يديه. ومن لم يسلم لأحد معين لا ينتفع بأحدٍ أبدًا.

وعلى المريد أن يكون من المقبلين بقلوبهم على حضرة الله تعالى ليشم روائح أهل حضرة ربه، فيتأدب معهم، حتى يقربوه إلى حضرتهم، ويصير مثلهم.

ـ ماذا على المرء فعله تجاه ذوي الفضل والعلم والمكانة والأحوال؟

قال أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب [ ت 148هـ ] رضي الله عنه: أربع لا ينبغي لشريف أن يأنف منها: قيامه من مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على دابته، ولو أن له مائة عبد، وخدمته لمن يتعلم منه.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: روح الإسلام حب الله ورسوله وحب الآخرة والصالحين من عباده.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي رضي الله عنه[ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ]: التسليم للقوم أسلم، لكن الاعتقاد فيهم أغنم، فكم استغنى بصحبتهم فقير، وجُبِرَ كسير، وارتفع وضيع، وسُتر شنيع، وهلك ظالم، ورفعت مظالم، وفيهم ورد الحديث: «أبغوني ضعفاءكم، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».

وقال: احذر بعد صحبة القوم أن تفشي أسرارهم لغيرهم، ومن ليس له مشربهم ولا ذوقهم، فإن الله تعالى ربما مقتك فخسرت الدنيا والآخرة، ولا يخفى أن إظهار السر كإظهار العورة، وقد حُرِّمَ كشفها والنظر إليها والتحدث بها.

ـ ما علامة الشخص المتواضع؟

قال الحسن البصري رضي الله عنه: من شرط المتواضع أن يخرج من بيته فلا يلقى أحدًا إلا رأى له الفضل عليه.

وقال محمد الشناوي رضي الله عنه [ت 932هـ]: ما دخلت على فقير إلا وأنظر نفسي دونه، وما امتحنت قط فقيرا.

وهذا عبد الحليم بن مصلح المنزلاوي [توفي سنة نيف وثلاثين وتسعمائة] رضي الله عنه:  يأتيه الرجل يطلب الطريق فيقول له: يا أخي النجاسة لا تطهر غيرها.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: لو شهد المعتزل عن الناس أن الناس خيرٌ منه ما اعتزل عنهم، بل كان يطلب الخلطة بهم ويتعلم من أخلاقهم.

وقال: من شرط المتواضع أن يغيب عن شهود التواضع.

ـ ما علامة إرادة الله الخير لعبده في الدنيا؟

قال الحسن البصري رضي الله عنه: إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرًا في الدنيا لم يشغله بأهل ولا ولد.

وكان منصور بن المعتمر [ ت 132هـ ] رضي الله عنه يقول: اللهم لا ترزقني مالا، ولا ولدا، ولا دارا، ولا خادما، وما أعطيت لي مما تكره فخذه مني.

وقال أبو صالح عبد القادر الجيلي [ 470 ـ 561هـ ] رضي الله عنه: إذا أحب الله عبدًا لم يزد له مالًا ولا ولدًا، وذلك ليزول اشتراكه في المحبة لربه تعالى، والحق غيور لا يقبل الشركة.

ــ هل يمكن الجمع بين السير إلى حضرة الله عز وجل والركون إلى الناس؟

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني [ ت 973هـ ] رضي الله عنه: يتعذر عليه ذلك، ولن يصفو له الوقت مع ربه ويصح له الإقبال عليه إلا بعدم التفاته إلى الناس فافهم.

ـ كيف يفرق المرء بين وسوسىة النفس ووسوسة الشيطان وبأي شيء يستعين لنبذهما؟

قال الحسن البصري رضي الله عنه: ما كان فيه إلحاح فهو من النفس، ويستعان عليه بالصلاة والصوم والرياضة. وما كان بدون إلحاح فهو من إبليس، ويُستعان عليه بالذكر والقرآن.

ـ ما حكم التوسع في المباحات؟

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني [ ت 973هـ ] رضي الله عنه: ما زاد على الحاجة الشرعية يعد من فضول الدنيا، وفضول الدنيا شهوات، وأهل الشهوات كثير، ولذلك ما رُئي زاهد قط في محل مزاحمة على الدنيا، كما هو مشاهد، وإنما سمي طالب الفضول كلبًا للدنيا لتعلق قلبه بها، لأن الكلب مأخوذ من التكليب، وكل من عسر عليه فراق شهوة فهو كلبها، فافهم، فما توسع في مأكل أو ملبس إلا لقلة ورعه، والشارع لم يأمر بالتوسع في المباحات، والله أعلم.

ـ ما علاج قساوة القلب؟

قال الحسن البصري رضي الله عنه: الدنو من مجالس الذكر.

وقال ثابت بن أسلم البناني رضي الله عنه: إن أهل الذكر يجلسون للذكر، وعليهم من الذنوب أمثال الجبال، فيقومون وليس عليهم ذنب واحد.

وقال عطاء بن أبي رباح [ ت 115هـ ] رضي الله عنه: من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشرة مجالس من مجالس الباطل.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: الإيمان يتلون بحسب الجسد، والجسد بحسب المضغة، والمضغة بحسب إصلاح الطعمة، والطعمة تؤثر في القلب ومن قال بخلاف ذلك فليس عنده تحقيق.

ـ ماذا على المرء فعله إذا رأى في ولده ما يكره؟

قال الحسن البصري رضي الله عنه: إذا رأيت في ولدك ما تكره فاعلم أنه شيء تُراد به أنت فأحسِنْ.

ـ ماذا على المرء فعله إذا رأى أحدًا ينقصه ويذمه؟

كان عليٌ زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب [ ت 94هـ ] رضي الله عنه إذا بلغه عن أحد أنه ينقصه، ويقع فيه، يذهب إليه في منزله، ويتلطف به، ويقول: يا هذا، إن كان ما قلته فيّ حقًا فغفر الله لي، وإن كان باطلًا فغفر الله لك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

واستطال عليه ذات يوم رجل فتطاول فتغافل عنه، فقال له الرجل: إياك أعني، فقال له: وعنك إذنْ أُغْضي.

وكان ينشد:

وما شيءٌ أحبَّ إلى اللئيمِ *** إذا شتمَ الكريمَ من الجوابِ

وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن جعفر النيسابوري [ ت قبل 360هـ ] رضي الله عنه: إذا شهد فيكم أحدٌ بشرٍّ فخافوا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين: أنتم شهداء الله في الأرض.

وقال خضر الكردي [ ت 675هـ ] رضي الله عنه: إذا عزم أحدكم على مخاصمة أحد فلا يعبيء له كلامًا فإن كل كلام معبأ مفسود.

ـ ماذا على المرء فعله إزاء الشهوة تغلب عليه؟

قال أبو عبد الله وهب بن منبه [ ت 114هـ ] رضي الله عنه: من كانت بطنه واديًا من الأودية كيف يصلح له الزهد في الدنيا.

قال أبو جعفر محمد ٌ الباقرُ بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب [ ت 117هـ ] رضي الله عنه: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج.

وقال أبو يحيى مالك بن دينار [ ت 131هـ ] رضي الله عنه: من علامة حب الدنيا أن يكون دائم البُطنة قليل الفطنة، همته بطنُهُ وفرجُهُ، يقول: متى أصبح فألهو وألعبُ وآكل وأشرب، متى أمسي فأنام، جيفة بالليل بطال بالنهار.

قال الإمام أبو حنيفة [ ت 150 هـ ] رضي الله عنه: من هان عليه فرجه هان عليه دينه.

وقال الإمام سفيان بن عيينة [ ت 198هـ ] رضي الله عنه: عرض المؤمن أشد من ماله.

وقال الإمام أحمد بن حنبل [ ت 241هـ ] رضي الله عنه: تزوج يحيى بن زكريا عليهما السلام مخافة النظر.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: لا تستعذ من شيء ولكن استعذ من شرِّه.

 

وقال عون بن عبد الله بن عتبة رضي الله عنه: من ضبط بطنه فقد ضبط الأعمال الصالحة كلها.

وقال أبو عبد الله محمد بن الفضل البلخي [ ت 319هـ ] رضي الله عنه: الدنيا بطنك، فبقدر زهدك في بطنك تزهد في الدنيا".

وكان شمس الدين الحنفي [ ت 847هـ ] رضي الله عنه إذا وعظ الناس في ترك الزنا قال: إن الذي يشبك الكلب مع الكلبة قادر أن يشبك الزاني مع الزانية في حال زناه.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ] رضي الله عنه: من أراد السلامة من الأمراض فلا يأكل ولا يشرب إلا في وقت الحاجة بقدر ما يُسَكّن ألم الجوع ثم يستريح وينام ويمتنع من الإفراط في الحركة.

وقال علي الكازواني [ت بمكة 955هـ] رضي الله عنه: إنما خلق الإنسان أولًا في أحسن تقويم؛ لأنه كان عند الفطرة بلا شهوة، فلما ابتلي بالشهوات رُدّ إلى أسفل سافلين.

وقال أبو المهاجر بن عامر القيسي رضي الله عنه: لا تجعل لبطنك على عقلك سبيلا، وأمامك الشواء والفرش في الدار الآخرة، واحذر فإن مثقال ذرة من لحم يقسي القلب أربعين صباحًا!

وقال حياة بن قيس الحراني [ ت 581هـ ] رضي الله عنه: ما حرم من حرم عن الوصول ومشاهدة الملكوت إلا بشيئين: سوء الطعمة وأذى الخلق.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: آفة المحبة الشهوة.

ـ ماذا على المرء فعله إذا احتاج إلى شيء؟

كان أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب [ ت 148هـ ] رضي الله عنه إذا احتاج إلى شيء يدعو ربه قائلا: رباه أحتاج إلى كذا.

وقال أبو صالح عبد القادر الجيلي [ 470 ـ 561هـ ] رضي الله عنه: ما سأل أحد الناس دون الله تعالى إلا لجهله بالله وضعف إيمانه ومعرفته ويقينه.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: مما جربناه فصح، أن من أراد قضاء حوائجه، ودفع مصائبه، فليرفع الأمر إلى الله قبل أن يُعلمَ حاجته للناس. واحذر أن تتعلق ببشر فيكلك الله إليه.

وقال: أحسن الظن بربك من حيث محبة جماله وجلاله، ولا تحسن الظن به لأجل إحسانه إليك، فربما قطع ذلك عنك فتسيء الظن به.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: إذا توجهت إلى الله تعالى في حصول أمر دنيوي أو أخروي فتوجه إليه وأنت فقير ذليل، فإن غناك وعزتك يمنعانك الإجابة وإن كانا بالله عز وجل؛ لأن الغنى والعز صفتان لا يصح للعبد الدخول بهما على الله تعالى أبدًا؛ لأن حضرة الحق تعالى لها العزة ذاتية، فلا تقبل عزيزًا ولا غنيًا، وهذا أمرٌ من ذاقه لا يمكنه أن ينكره من نفسه.

ـ ماذا على المرء فعله تجاه حب الجاه والمنصب؟

قال أبو المهاجر بن عامر القيسي رضي الله عنه: إزالة الجبال من مواضعها أهون من إزالة الرياسة إذا استحكمت في النفس.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: من أبغض الخلق إلى الله من تملق إليه في الأسحار بالطاعات ليطلب قربةً من العباد.

وقال أبو السعود الجارحي [ مات سنة نيف وثلاثين وتسعمائة ] رضي الله عنه: إني لا أبلغ إلى الآن مقام مريد، ولكن الله تعالى يستر من شاء.

وقال: من حين عملت شيخًا في مصر لي سبعة وثلاثون سنة ما جاءني قط أحد يطلب الطريق إلى الله ولا يسأل عن حسرة ولا عن فترة ولا عن شيء يقربه إلى الله تعالى، وإنما يقول: أستاذي ظلمني، امرأتي تناكدني، جاريتي هربت، جاري يؤذيني، شريكي خانني. فكلّتْ نفسي من ذلك وحننت إلى الوحدة، وما كان لي خيرة إلا فيها، فيا ليتني لم أعرف أحدًا ولم يعرفني أحد.

وقال علي الخواص البرلسي رضي الله عنه [ توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وتسعمائة]: آفة الداعي إلى الله تعالى الميل إلى الرئاسة.

ـ هل لابد لمن يسير على طريق الصالحين أن تظهر له كرامة؟

قال مُطَرِّفُ بن عبد الله بن الشّخّير [ ت 87هـ ] رضي الله عنه: من ترك النساء والطعام فلا بد له من ظهور كرامة.

وقال أبو وائل شقيق بن سلمة رضي الله عنه: لا يكن أحدكم وليا لله تعالى في العلانية وعدوا له في السر.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: لا تعطى الكرامات من طلبها وحدث بها نفسه ولا من استعمل نفسه في طلبها.

وقال: ما ثم كرامة أعظم من كرامة الإيمان ومتابعة السنة.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: ينبغي على المريد أن يجتهد ألا يخرج له نفس إلا بمحمود، ولا يدخل عليه نفس إلا بمحمود، فإن تم له ذلك فهو المريد.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: يقبح على العبد أن يميل بنفسه إلى خرق العوائد ويألف النعمة دون المنعم، فإن الله ما أعطى عبده النعم إلا ليرجع إليه بها عبدًا ذليلًا ليكون له ربًا كفيلًا.

وقال مُطَرِّفُ بن عبد الله بن الشّخّير [ ت 87هـ ] رضي الله عنه: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته، قال الله عز وجل: هذا عبدي حقًا.

وقال إبراهيم القرشي الدسوقي [ 653 ـ 696هـ ] رضي الله عنه: احذر يا أخي أن تدعي أن لك حالًا، واعلم أنك إن صمت فهو الذي صومك، وإن قمت فهو الذي أقامك، وإن عملت فهو الذي استعملك، وإن رأيت فهو الذي أراك، وإن اتقيت فهو الذي وقاك، وإن ارتفعت فهو الذي رقاك، وإن نلت فهو الذي نولك، وليس لك في الوسط شيء إلا أن تعترف بأنك عاصٍ ما لك حسنة واحدة، وهو صحيح، من أين لك حسنة؟ وهو الذي أحسن إليك، وهو الحاكم فيك إن شاء قبلك، وإن شاء ردك.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: إذا ترك العارف الذكر على وجه الغفلة نفسًا أو نفسين قيض الله له شيطانًا فهو له قرين.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: من عرف الحق لم ير إلا الحق.

ـ ماذا على المرء فعله كي يظل كريمًا على إخوانه؟

قال مُطَرِّفُ بن عبد الله بن الشّخّير [ ت 87هـ ] رضي الله عنه: عليك بالسوق (أي التجارة)، فإنك لا تزال كريمًا على إخوانك ما لم تحتج إليهم.

وقال أبو عبد الله وهب بن منبه [ ت 114هـ ] رضي الله عنه: ما افتقر أحدٌ إلا رقّ دينه، وضعف عمله، وذهبت مروءته، واستخف به الناس.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: لا تهجر ذات أخيك ولكن اهجر ما تلبس به من المذمومات فإذا تاب من ذلك فهو أخوك.

وقال: لا تعب أخاك بما أصابه من معايب دنياك فإنه في ذلك إما مظلوم لينصرنه الله أو مذنب عوقب فطهره الله أو مبتلى قد وقع أجره على الله.

وقال: من الرعونة أن تفتخر بما لا تأمن سلبه أو تعير أحدًا بما لا يستحيل في حقك وأنت تعلم أن ما جاز على مثلك جاز عليك. فلا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك.

وقال: إذا أردت ثبات الإخوان على محبتك القاصي منهم والداني وأن يثنوا عليك بكل لسان فقابلهم بالحلم والغفران.

ـ وماذا عليه إذا رأى أو بلغه عن أخيه ما يكرهه؟

قال أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب [ ت 148هـ ] رضي الله عنه: إذا بلغك عن أخيك ما تكرهه، فاطلب له من عذر واحد إلى سبعين عذرا، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.

وقال: إذا سمعتم عن مسلم كلمة، فاحملوها على أحسن ما تجدون.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: إذا نقل إليك أحدٌ كلاما عن صاحب لك، فقل له: يا هذا أنا من صحبة أخي ووده على يقين، ومن كلامك على ظن، ولا يترك يقين لظن.

وقال سفيان الثوري [ ت 161هـ ] رضي الله عنه: أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.

وقال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي [ ت 204هـ ] رضي الله عنه: أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه، ورغب في مودة من لا ينفعه، وقبل مدح من لا يعرفه.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: إياك وعثرات اللسان عند بعض الأصدقاء، فقد أصيب من هذا الباب خلق كثير لثقتهم في أصدقائهم، وما علموا أنهم جعلوا ذلك سلاحًا لوقت العداوة فإياك ثم إياك.

ـ ماذا على المرء فعله تجاه المصيبة تصيبه؟

شكا رجل لسفيان الثوري [ ت 161هـ ] رضي الله عنه مصيبة حلت به فقال له: قم عني، أما وجدت أحدًا أهون في عينيك مني حتى تشكو الله تعالى عنده!

وقال أبو صالح عبد القادر الجيلي [ 470 ـ 561هـ ] رضي الله عنه: إذا ابتلي أحدكم ببلية فليحرك أولًا لها نفسه، فإن لم يتخلص منها، فليستعن بغيره من الأمراء وغيرهم، فإن لم يخلص فليرجع إلى ربه بالدعاء والتضرع والاطراح بين يديه، فإن لم يجبه فليصبر حتى ينقطع عنه جميع الأسباب والحركات، ويبقى روحًا فقط، لا يرى إلا فعل الحق جل جلاله، فيصير موحدًا ضرورة، ويقطع بألا فاعل في الحقيقة إلا الله، فإذا شهد ذلك تولى أمره الله، فعاش في نعمة ولذة فوق لذة ملوك الدنيا، لا تشمئز نفسه قط من مقدور قدره الله عليه.

وقال رضي الله عنه: لا تختر جلب النعماء ولا دفع البلوى فإن النعماء واصلة إليك بالقسمة، استجلبتها أم كرهتها، والبلوى حالة بك ولو كرهتها ودفعتها، فسلم لله تعالى في الكل يفعل ما يشاء، فإن جاءتك النعماء فاشتغل بالذكر والشكر، وإن جاءتك البلوى فاشتغل بالصبر والموافقة والرضا والتنعم بها، أو العدم والفناء عنها... فلا تعجز من البلوى، ولا تقف بدعائك في وجهها وقربها، فليس نارها أعظم من نار جهنم.

وقال رضي الله عنه: أكثر ما ينزل بابن آدم من البلايا لشكواه من ربه عز وجل.

وقال رضي الله عنه: علامة الابتلاء عقوبة عدم الصبر والجزع والشكوى إلى الخلق، وعلامة الابتلاء تكفيرًا للخطايا وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع ولا ضجر ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات، وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات وجود الرضا والموافقة والطمأنينة والسكون للأقدار حتى تنكشف.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: إن أردت أن لا يصدأ لك قلب ولا يلحقك همّ ولا كرب ولا يبقى عليك ذنب فأكثر من قول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله، اللهم ثبت علمها في قلبي واغفر لي ذنبي.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: آفة الصبر الشكوى.

وقال: إياكم والجزع في مواطن الامتحان يمتحنكم الحق بأشد من ذلك.

ـ ما أسلم طريقة يمكن أن نعامل بها الناس؟

قال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي [ ت 204هـ ] رضي الله عنه: من أحب أن يختم الله له بخير فليحسن الظن بالناس.

وقال: لا تشاور من ليس في بيته دقيق.

وقال: من نمّ لك نمّ عليك، ومن إذا أرضيته قال فيك ما ليس فيك، كذلك إذا أغضبته يقول فيك ما ليس فيك.

وقال: سياسة الناس أشد من سياسة الدواب.

وقال: الانبساط إلى الناس مجلبة لقرناء السوء، والانقباض عنهم مكسبة للعداوة، فكن بين المنقبض والمنبسط.

وقال: صحبة من لا يخاف العار عار يوم القيامة، ومن عاشر اللئام نسب إلى اللؤم، ولا وفاء لعبد، ولا شكر للئيم.

وقال: من الذل تذلل الرجل للمرأة لينال من مالها شيئا.

وقال: الكرم والسخاء يغطيان عيوب الدنيا والآخرة.

وقال: احذروا الأعور والأحول والأعرج والأحدب والأشقر والكوسج وكل من به عاهة في بدنه فإن فيه التواء ومعاشرته عسرة.

وقال مِسعر بن كِدام [ ت 155هـ ] رضي الله عنه: أعرف الناس بعور الناس الأعور.

وقال الإمام أبو حنيفة [ ت 150 هـ ] رضي الله عنه: جالست الناس منذ خمسين سنة، فما وجدت رجلًا غفر لي ذنبًا، ولا وصلني حين قطعته، ولا ستر عليّ عورة، ولا ائتمنته على نفسي إذا غضب، فالاشتغال بهؤلاء حمق كبير.

ورُري رضي الله عنه بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي. فقيل له: بالعلم، فقال: هيهات، إن للعلم شروطًا وآدابًا قلّ من يفعلها. فقيل له: فبماذا غفر الله لك؟ قال: يقول الناس فيّ ما ليس فيّ.

وقال إبراهيم بن أدهم [ ت 161هـ ] رضي الله عنه: ثلاثة لا يلامون على ضجر: المريض والصائم والمسافر.

وقال ذو النون المصري [ ت 245هـ ] رضي الله عنه: من نظر في عيوب الناس عمي عن عيب نفسه.

قال أحمد بن أبي الحسن الرفاعي [ 512 ـ 578هـ ] رضي الله عنه: من شرط الفقير ألا يكون له نظرٌ في عيوب الناس.

وقال داود بن ماخلا [ توفي حوالي سنة 735هـ ] رضي الله عنه: القول بالحق وسماعه عبادة عمل به عامل أو لم يعمل.

وقال: والله ليس قصدي أن أذهب إليه بصحف أكتبها وإنما قصدي أن أذهب إليه بقلوب إليه أجذبها.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: من لم يزدد بعلمه وعمله افتقارًا لربه وتواضعًا لخلقه فهو هالك.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: يا صاحب الحق لا تهتم بإظهار شأنك اهتمامًا يحملك على الاستعانة بالخلق، فإن كنت على نور حق فهو يظهر بالله، وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا، وإن كنت على ظلمة باطل فلا تتسبب في إظهار ذلك وإشاعته، فإنك لا تُمتّع بذلك ـ إن مُتعت به ـ إلا قليلًا.

وقال: لا يسود أحد قط في قوم إلا إن آثرهم ولم يشاركهم فيما يستأثرون به.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: آفة الصحبة المنازعة.

وقال: من كمال الرجل أن يحسن إلى أعدائه وهم لا يشعرون، تخلقًا بأخلاق الله عز وجل؛ فإنه تعالى دائم الإحسان إلى من سماهم أعداءً له.

وقال مِسعر بن كِدام [ ت 155هـ ] رضي الله عنه: مضاحكة الوالدين على الأسرة أفضل من مجاهدة السيوف في سبيل الله تعالى.

وقال إبراهيم القرشي الدسوقي [ 653 ـ 696هـ ] رضي الله عنه: يا أولادي إذا طلبتم أن تغتابوا أحدًا فاغتابوا والديكم فإنهما أحق بحسناتكم من غيرهما.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: من شهد أن كل ذي نفع عين من أعين الحق، وكل ذي ضر من أعين الضار الحق، وقس على ذلك جميع الأمور وسائر الصفات، لم ير شيئًا منها في الحقيقة إلا لربه تبارك وتعالى. انظر ماذا ترى فلن تر غيره. وما أغرب الحق في أهله، فافهم.

ـ كيف يتخلص المرء من العُجب ورؤية العمل؟

قال أبو صالح عبد القادر الجيلي [ 470 ـ 561هـ ] رضي الله عنه: من رأى الأشياء من الله، وأنه هو الذي وفقه لعمل الخير، وأخرج نفسه من البين فقد سلم من العجب.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: إذا استحسنت شيئًا من أحوالك الباطنة أو الظاهرة وخفت زواله فقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: كل عمل اتصل بك شهوده فهو غير متقبل لقوله تعالى: (والعمل الصالح يرفعه). فمن شهد له عملًا ودام ذلك فعمله عند نفسه لا عند ربه.

ـ كيف يروض المرء نفسه الأمارة بالسوء؟

قال بقاء بن بطو [ ت 553هـ ] رضي الله عنه: من لم يجد من نفسه زاجرًا فقلبه خراب. ومن لم يستعن بالله على نفسه صرعته.

وقال أبو محمد ماجد الكردي [ ت 561هـ ] رضي الله عنه: الصمت عبادة من غير عناء وزينة من غير حلي وهيبة من غير سلطان وحصن من غير سور وراحة للكاتبين وغنية عن الاعتذار.. فعليك بالصمت يا ولدي.

وقال أبو عمرو عثمان بن مرزوق القرشي [ ت 564هـ ] رضي الله عنه: من عرف نفسه لم يتغير بثناء الناس عليه.

وقال رسلان الدمشقي رضي الله عنه: الحدة مفتاح كل شر، والغضب يقيمك مقام ذل الاعتذار.

وقال أبو مدين شعيب المغربي رضي الله عنه: من كان الأخذ أحب إليه من العطاء فما شمّ للفقر رائحة.

وقال أبو السعود بن أبي العشائر [ ت 644هـ ] رضي الله عنه: لا ينصحك من لا ينصح نفسه، ولا تأمن الغش ممن غش نفسه.

وقال: الاشتغال بطاعة الله تعالى أول درجات الترقي.

وقال: الأخلاق الذميمة كلها تنشأ من النفس، فالصادق في الطلب يشرع في رياضة نفسه وطهارة قلبه. وما لم يشتغل السالك بإضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه لا يصح له قدم، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين. ويجب على السالك إذا رأى من نفسه خلقًا سيئًا من كبر أو شرك أو بخل أو سوء ظن بأحد أن يدخل نفسه في ضد ما دعت إليه، ثم يقبل على ذكر الله تعالى ويستنجد بحوله وقوته فتضعف أخلاق نفسه ويكثر نور قلبه.

وقال: النفس هي العقبة التي تعبد الله الخلق باقتحامها، وهي حجاب العبد عن مولاه، ذلك أن الهوى روحها، والشيطان خادمها، والشرك مركوز في طبعها، ومنازعة الحق والاعتراض عليه مجبول في خلقتها، وسوء الظن شيمتها، ومحبة الصيت والاشتهار حياتها، وهي التي تحب أن تعبد كما يعبد مولاها، وتعظم كما يعظم مولاها.. وما عرف نفسه من نزهها أو غضب لها أو أذى مسلمًا لأجلها.

وقال إبراهيم القرشي الدسوقي [ 653 ـ 696هـ ] رضي الله عنه: قوت المبتديء الجوع ومطره الدموع ووطره الرجوع، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام وترخص وقال ليس على فاعل ذلك ملام فإنه لا يجيء منه شيء والسلام.

وقال: لا تفيد الخلوة إلا إن كانت بإشارة شيخ، وإلا ففسادها أكثر من صلاحها.

وقال: اعلم يا ولدي أن صحة هذا الطريق وقاعدتها الجوع فإن أردت السعادة فعليك بالجوع ولا تأكل إلا على فاقة فإن الجوع يغسل من الجسد موضع إبليس.

وقال داود بن ماخلا [ توفي حوالي سنة 735هـ ] رضي الله عنه: المؤمن الذي يجاهد نفسه يختم له بالإسلام أكثر من مائة ألف مرة لتكرار موته في ذات الله تعالى بسيوف المجاهدة.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: لا تؤخر طاعة وقت لوقت آخر فتعاقب بفوتها أو بفوت غيرها أو مثلها.

وقال أبو العباس المرسي [ ت 686هـ ] رضي الله عنه: كل مريد رأى له عورة مع شيخه فهو أجنبي عنه لم يتحد به.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: عجبًا لملاذ الدنيا كيف يُذهب الملال حلاوتها إن دامت وتعقبها الرغبة فيها حزنًا إن زالت، فلا راحة للمؤمن دون لقاء ربه.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: إياك والفرار من حال أقامك الله فيه، فإن الخيرة فيما اختاره الله تعالى لك.

وقال: النفس تنفر من الموت لأنه يلحقها بالعدم.

وقال: إذا سُئل أحدكم عن شيخه فليقل كنت خادمه، ولا يقل كنت صاحبه، فإن مقام الصحبة عزيز.

وقال: إياكم والوقوع في المعاصي ثم تقولون هذا من إبليس، فإن إبليس يتبرأ منكم ويقول وهو في النار: ما أغويتكم حتى ملتم بنفوسكم إلى الوقوع في المعاصي.

وقال: العارفون يعرفون بالبصائر ما لا يدركه أحد غيرهم، ومع ذلك فهم لا يأمنون على نفوسهم من نفوسهم.

ـ ماذا على المرء فعله تجاه شيطانه؟

قال علي محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: الشيطان نار وحضرة الرب نور والنور يطفيء النار فلا تجاهد الشيطان بأن تبعد معه عن حضرة الرب الحق ولكن جاهده بأن تواجهه بنور ربك، فإن كان له نصيب في السعادة انطفأت ناريته وعاد نورًا مسلمًا لا يأمرك إلا بخير، وإلا أطفأه نور ربك وأحرقته شهبه فعاد رمادا.

وقال: إذا كان إبليس كفر بتركه سجدة واحدة لآدم، فكيف يرضى ابن آدم أن يكفر بتكرار السجود لإبليس؟

ـ كيف يتخلص المرء من غفلته؟

قال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا محمد ما هذه الغفلة؟ وما هذه الرقدة؟ وما هذا الإعراض؟ ما لك تركت تلاوة القرآن، وما هذه الوريدات في جانب تلاوة القرآن، لا تفعل، بل اتل كل يوم ولو حزبين، لا أقل من ذلك كل يوم.

وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل فمي وقال: أقبل هذا الفم الذي يصلي عليّ ألفًا بالنهار وألفًا بالليل، ثم قال لي: وما أحسن (إنا أعطيناك الكوثر) لو كانت وردك بالليل، ثم قال لي: يكون دعاؤك: اللهم فرج كرباتنا، اللهم أقل عثراتنا، اللهم اغفر زلاتنا، وتصلي عليّ وتقول: وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي: كنِّ أصحابك فلانًا كذا وفلانا كذا، وكنِّ فلانًا أبا الظهور، لأنه يتبعُ ظهور النساء ببصره.

وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي عن نفسه: لستُ بميت، وإنما موتي عبارة عن تستري عمن لا يفقه عن الله، وأما من يفقه عن الله فها أنا أراه ويراني.

وقال شمس الدين الحنفي [ ت 847هـ ] رضي الله عنه: اذكروا الله تعالى جهارًا واخرقوا ناموس طبع النفس فإنكم في حجاب ما لم تخرقوه.

ـ ماذا على المرء فعله تجاه وليّ أمره؟

قال أبو الفضل الأحمدي [ ت 942هـ ] رضي الله عنه: عليك بحسن الظن في شأن ولاة أمور المسلمين، وإن جاروا؛ فإن الله تعالى لا يسأل أحدًا قط في الآخرة لِمَ حسَّنتَ ظنك بالعباد.

وقال: لا تسب أحدًا من خلق الله تعالى على التعيين بسبب معصية وإن عظمت، فإنك لا تدري بما يُختم لك وله، ولا تسبَّ إذا شئت إلا فعله لا عينه، فإن عينك وعينه واحد، فلا تسب إلا فعله المذموم.

وقال: لا يخلو المنقص لأعراض الناس عن ثلاثة أحوال، إما أن يرى نفسه أفضل منهم، فهو حينئذ أسوءُ حالًا منهم، كما وقع لإبليس مع آدم عليه السلام، وإما أن يرى نفسه مثلهم، فما أنكر إلا على حال نفسه حقيقة، وإما أن يرى نفسه دونهم، فلا يليق به تنقيص من هو خير منه.

وقال: ثَمَّ ذنوب لا يكفرها إلا كلام الناس في عرض الإنسان.

وقال: كُفوا غضبكم عمن يسيء إليكم؛ لأنه مسلط عليكم بإرادة ربكم.

ـ ما حقيقة الطريق؟

قال داود بن ماخلا [ توفي حوالي سنة 735هـ ] رضي الله عنه: حقيقة الطريق أن تكون مفلسًا وأن تكون طالبًا للأعلى أبدا، ومتى ظننت أنك وصلت فما وصلت ومتى ظننت أنك ظفرت فما ظفرت ومتى ظننت أنك حصلت لك حالًا فلا حال لك.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: حقيقة زوال الهوى من القلب حب لقاء الله تعالى في كل نفس من غير اختيار حالة يكون المرء عليها.

وقال: لن يصل العبد إلى الله وبقي معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيئاته.

وقال: لا تختر من أمرك شيئًا واختر ألا تختار، وكل مختارات الشرع وترتيباته فهي مختار الله تعالى.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: ما أحب الله عبدًا إلا ملأ قلبه استغراقًا في محبة مرضاته، ولا كره عبدًا إلا ملأ قلبه محبة لمكروهاته.

وقال: لا يتبع إمام الضلال إلا أهل الغي، لأنه صورة غيهم تشكلت لهم حتى رأوها فصبوا إليها أي عشقوها. وحكم إمام الهدى بالعكس لا يتبعه إلا أهل الهدى.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي[ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: الطريق كلها أدب وتأديب، وربما مُنع المريد من المزيد من أجل قوله لشيخه: لِمَ.

وقال أحمد بن سليمان الزاهد [ توفي سنة نيف وعشرين وثمانمائة] رضي الله عنه: الطريق بالمواهب، ولو كانت بالاختيار لكان ولدي أحق بها. وكان ينادي: يا من يربي لنا ولدنا، ونربي له ولده.

وكان شمس الدين الحنفي [ ت 847هـ ] رضي الله عنه يكره للفقير أن يكون عند شيخه ولا يشاوره في أموره كلها، ويقول: والله ما عرف الكيلاني وابن الرفاعي وغيرهما الطريق إلا على يد شيخ، وكم لعب الشيطان بعابد وقطعه عن الله عز وجل.

وجاء شخص لمحمد الشويمي رضي الله عنه يُحمّله حملة امرأة يحبها ويريد أن يتزوجها وهي تأبى ذلك، فقال له: ادخل هذه الخلوة واشتغل باسمها. فدخل واشتغل باسمها ليلا ونهارا، فجاءته المرأة بنفسها إلى الخلوة، فزهد فيها وقال: إن كان الأمر كذلك فاشتغالي بالله أولى، فاشتغل باسم الله تعالى ففتح عليه.

وقال علي بن شهاب [ ت 891هـ ] رضي الله عنه: الأصل في الطريق إلى الله تعالى طيب المطعم.

وقال محمد المغربي الشاذلي [ توفي سنة نيف وعشرين وتسعمائة] رضي الله عنه: الطريق كلها ترجع إلى معنيين: عدم الالتفات لغير الله، والإقبال على أوامر الله.

وقال محمد السروي [ ت 932هـ ] رضي الله عنه: مثال أرباب الأحزاب، مثال شخص من أسافل الناس اشتغل بالدعاء ليلًا ونهارًا أن الله يزوجه بنت السلطان.

وقال تاج الدين الذاكر [توفيَّ سنة نيف وثلاثين وتسعمائة] رضي الله عنه: الطريق تعرف أهلها ولو هربوا منها تبعتهم.

ولما حضرت أبو السعود الجارحي [توفيَّ سنة نيف وثلاثين وتسعمائة] رضي الله عنه الوفاة أرسل خلف شيخ الإسلام الحنفي وجماعة وقال: أشهدكم عليّ بأني ما أذنت لأحد من أصحابي في السلوك، فما منهم أحد شمَّ رائحة الطريق.. اللهم اشهد اللهم اشهد.

وكان محمد المنير[ توفي سنة نيف وثلاثين وتسعمائة ] رضي الله عنه يكره الكلام في الطريق من غير سلوك ولا عمل ويقول: هذا بطالة.

قال محمد الشناوي [ت 932هـ] رضي الله عنه: الطريق كلها أخلاق.

وقال محمد بن عنان [ ت 922 هـ عن 110 سنة] رضي الله عنه: ما نعرف طريقًا تُقرب إلى الله تعالى إلا ما درج عليه الصحابة والتابعون.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: لا يصير الرجلُ عندنا معدودًا في أهل الطريق إلا إن كان عالمًا بالشريعة المطهرة مجملها ومبينها، ناسخها ومنسوخها، خاصها وعامها، ومتى جهل حكمًا واحدًا منها سقط عن درجة الرجال.

وقال: جميع أبواب الأولياء قد تزحزحت للغلق، وما بقي الآن مفتوحًا سوى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلوا كل ضرورة حصلت لكم به صلى الله عليه وسلم.

وقال: لا يكمل الفقير في باب الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصير مشهودًا له في كل عمل مشروع، ويستأذنه في جميع أموره من أكل ولُبس وجماع ودخول وخروج، فمن فعل ذلك فقد شارك الصحابة في معنى الصحبة.

وقال: السر الذي وقر في صدر أبي بكر رضي الله عنه هو عدم وقوفه مع الوسائط، فكان مع الله عز وجل، وكان يرى محمدًا صلى الله عليه وسلم طريقًا يجري له الخير منها، كحكم المريد مع شيخه إذا كمل حال المريد، وقد ظهر ذلك السر يوم موته صلى الله عليه وسلم، فإنه ثبت ولم يظهر عليه تأثير كما وقع لعمر رضي الله عنه ولغيره من الصحابة.

وقال: أرباب الأحوال يُعرفون بصفرة الوجوه مع سواد البشرة وسعة العيون وخفض الصوت وقلة الفهم لما يقال لهم.

وقال: نحن لا اختيار لنا مع الله تعالى في حال الحياة فكيف يكون لنا اختيار بعد الموت.

وقال علي الكازواني [ ت 955هـ ] رضي الله عنه: الطريق إلى الله كمال الشهود ولزوم الحدود.

وقال: الوقوف مع المظاهر حجاب ظاهر، والترقي عن المظاهر كشف ظاهر.

ـ ماذا على المريد فعله تجاه شيخه؟

قال ممشاد الدينوري [ ت 297هـ ] رضي الله عنه: أن يخلو من جميع النِّسب، والعلوم والمعارف وهو داخل عليه، وأن ينتظر بركات ما يرد عليه من رؤيته أو كلامه أو أدبه.

وقال أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب النخعي الثقفي [ ت 328هـ ] رضي الله عنه: لا يبلغ أحدكم مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام مؤدب ناصح، ومن لم يأخذ أدبه من آمر له وناه يريه عيبوب أعماله ورعونات نفسه لا يجوز الاقتداء به.

وقال أبو عبد الله محمد بن منازل النيسابوري [ ت 329هـ ] رضي الله عنه: مَنْ احتجتَ إلى شيء من علومه فلا تنظر إلى عيوبه، فإن نظرك إلى شيء من عيوبه يحرمك بركة الانتفاع بعلومه.

وقال أبو بكر عبد الله بن طاهر الأبهري [ ت 330هـ ] رضي الله عنه: الإنسان يحتمل من معلمه ما لا يحتمل من أبويه لأن أبويه سبب حياته الفانية، ومؤدبه سبب حياته الباقية.

وقيل لأبي العباس بن القاسم بن مهدي [ ت 342هـ ] رضي الله عنه: بماذا يروض المريد نفسه؟ فقال: بالصبر على الأوامر، واجتناب النواهي وصحبة الصالحين، وخدمة الرفقاء، ومجالسة الفقراء، والمرء حيث وضع نفسه.

وقال أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن سالم بن خالد السلمي [ ت 366هـ ] رضي الله عنه: إذا أراد الله بعبد خيرًا رزقه خدمة الصالحين والأخيار، ووفقه لقبول ما يشيرون به عليه، وسهّل عليه سبيل الخيرات.

وقال عديّ بن مسافر الأموي [ ت 558هـ ] رضي الله عنه: لا تنتفع بشيخ إلا إن كان اعتقادك فيه فوق كل اعتقاد، وهناك يجمعك في حضوره، ويحفظك في مغيبه، ويهذبك بأخلاقه، ويؤدبك بإطراقه، وينوّر باطنك بإشراقه، وإن كان اعتقادك فيه ضعيفًا لا تشهد فيه شيئًا من ذلك، بل تنعكس ظلمة باطنك عليك، فتشهد صفاته هي صفاتك، فلا تنتفع به ولو كان أعلى الأولياء درجة.

وقال أحمد بن أبي الحسن الرفاعي [ 512 ـ 578هـ ] رضي الله عنه: من علامة إقبال المريد وصدقه في الطلب: ألا يتعب شيخه في تربيته، بل يكون سميعًا مطيعًا للإشارة، وأن يفتخر به شيخه بين الفقراء، لا أنه هو يفتخر بشيخه.

وقال إبراهيم القرشي الدسوقي [ 653 ـ 696هـ ] رضي الله عنه: يا سعادة من أحسن الأدب مع شيخه مربيه ويا شقاوة من أساء. ومن الأدب ألا يتكلم قط إلا بعد إذن شيخه إن كان جسمه حاضرًا، وإن كان غائبًا يستأذنه بالقلب.

وقال: ولد القلب خير من ولد الصلب؛ فولد الصلب له إرث الظاهر من الميراث، وولد القلب له إرث الباطن من السر.

وقال: رأس مال المريد المحبة والتسليم، وإلقاء عصا المعاندة والمخالفة، والسكون تحت مراد شيخه وأمره.

وقال: يا أولادي لا تصحبوا غير شيخكم، واصبروا على جفاه، فإنه ربما امتحنكم ليريد بكم الخير، وأن تكونوا محلًا لأسراره، ومطلعًا لأنواره، ليرقيكم بذلك إلى معرفة الله عز وجل. ولولا أن الشيخ سُلّم لتربية المريد لمقت الله كل قلب وجد فيه محبة لسواه.

وقال داود بن ماخلا [ توفي حوالي سنة 735هـ ] رضي الله عنه: خدمتك أستاذك مقدمة على خدمة أبيك، ومن دخل الدنيا ولم يصادق رجلًا كاملًا يربيه خرج منها وهو متلوث ولو كان على عبادة الثقلين.

وقال أبو العباس المرسي [ ت 686هـ ] رضي الله عنه: لا تطالبوا الشيخ بأن تكونوا في خاطره، بل طالبوا أنفسكم أن يكون الشيخ في خاطركم، فعلى مقدار ما يكون عندكم تكونوا عنده.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: لا تطلب من شيخك أن يشغل قلبه بك وتهمل أنت أمر نفسك فإن ذلك قليل الجدوى.

وقال: إنما كان أستاذك أعلم بك منك لأنه هو حقيقتك وأنت ظله فافهم.

وقال: من ليس له أستاذ ليس له مولى ومن ليس له مولى فالشيطان به أولى.

وقال: من كان مع أستاذه بلا إياه كان أستاذه معه بالله.

وقال: متى وجدت أستاذك وجدت مرادك وليهنأ فؤادك.

وقال: من حققك بالله لا تقدر على مكافأته بشيء قط.

وقال تاج الدين الذاكر [توفيَّ سنة نيف وثلاثين وتسعمائة] رضي الله عنه: لا يصح للمريد صحبةً مع شيخه إلا إن شرب من مشروبه واتحد به اتحاد الدم في العروق.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: من رمى أثقاله على شيخه فهو سيءُ الأدب، ولا يكمل الفقير حتى يحمل عبئه عن شيخه.

ـ ماذا على الشيخ إذا خرج المريد عن طوعه؟

قال نور الدين علي المرصفي [توفيَّ سنة نيف وثلاثين وتسعمائة] رضي الله عنه: إذا خرج المريد عن حكم شيخه وانقطع عن مجلسه فإن كان سبب ذلك الحياء من الشيخ أو من جماعته لزلة وقع فيها أو فترة حصلت له فهو كالطلاق الرجعي، فللشيخ أن يقبله إذا رجع لأن حرمة الشيخ في نفس هذا المريد لم تزل، لا سيما والمريد أحوج ما يكون إلى الشيخ حال اعوجاجه، فينبغي للشيخ التلطف بهذا المريد وعدم الغلظة عليه والهجر له، إلا إن وثق به لقوة العهد الذي بينه وبين شيخه.

وقال: ليس للمريد أن يسأل الشيخ عن سبب غيظه عليه، وهجره له، بل ذلك من سوء الأدب.

وقال: لا يجوز للمريد عند أهل الطريق أن يجيب عن نفسه أبدا إذا لطخه شيخه بذنب، لأنه يرى ما لا يرى المريد؛ فإنه طبيب.

وقال: إذا أراد الله بمريد خيرًا جمعه عند غضب شيخه عليه على من يحبُّ شيخَه ويعظمه، فإن المريد يندم على شيخه ضرورة ويطلب الرجوع إليه.

ـ ما أضر شيء بالمريد؟

قال أبو عبد الله محمد بن خفيف الضبِّي [ ت 371هـ ] رضي الله عنه: ليس شيء أضر بالمريد من مسامحة النفس في ركوب الرخص، وقبول التأويلات.

وقال أبو صالح عبد القادر الجيلي [ 470 ـ 561هـ ] رضي الله عنه: نفسك حجابك عن ربك، وما دمت ترى نفسك ما ترى ربك.

وقال أحمد بن أبي الحسن الرفاعي [ 512 ـ 578هـ ] رضي الله عنه: السفر للفقير يمزق دينه ويشتت شمله.

وقال رضي الله عنه: من تمشيخ عليكم فتلمذوا له، فإن مدّ لكم يده لتقبلوها فقبلوا رجله، ومن تقدم عليكم فقدموه، وكونوا آخر شعرة في الذنب؛ فإن الضربة أول ما تقع في الرأس.

وقال إبراهيم القرشي الدسوقي [ 653 ـ 696هـ ] رضي الله عنه:إياكم ومؤاخاة النساء وإطلاق البصر في رؤيتهن، واعلموا أن معاشرة أهل الأدناس تورث الظلمة للبصر والبصيرة.

وقال: ما دام لسانك يذوق الحرام فلا تطمع أن تذوق شيئًا من الحكم والمعارف.

وقال: إياك يا ولدي أن تقبل فتوى إبليس لك بالرخص، فتعمل بها بعد عملك بالعزائم فإنه إنما يأمرك بالبغي، والبغي في حجة رخصة الشرع.

وقال: ما قطع المريد ورده يومًا إلا قطع عنه الإمداد ذلك اليوم، واعلم يا ولدي أن طريقنا هذه طريق تحقيق وتصديق وجهد وعمل وتنزه وغص بصر وطهارة يد وفرج ولسان فمن خالف شيئًا من أفعالها رفضته الطريق طوعًا أو كرهًا.

وقال: من رأى أن له عملًا سقط من عين ربه وحرم من ملاحظته.

وقال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: إذا لم يواظب الفقير على حضور الصلوات الخمس في الجماعة فلا تعبأن به.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: من تزوج لمحض الشهوة فقط فذلك الذي يشغله الزواج عن ربه.

وقال: جسم الإنسان هو سجنه فإذا فارقه فارق السجن.

وقال: من ملكته عاداته فسدت عليه عباداته.. والعادة ما فيه حظ النفس والعبادة ما كان محضًا للملك القدوس من تقرب وصيام وقيام وأكل طعام، فكله عند العارف عبادة.

وقال: متى عمل جسمك عملًا وقلبك غافل عنه لم يحسب لك. فراقب علام الغيوب فإنه الناظر إلى القلوب.

وقال: إياك أن تحسد من اصطفاه الله عليك فيمسخك الله كما مسخ إبليس من الصورة الملكية إلى الصورة الشيطانية لما حسد آدم وتكبر عليه، وفي هذا تحذير لك إذا رأيت إمام هدى إلى الحق أن تحسده أو تتكبر عن الخضوع له والائتمام به، فإن ذلك يسلبك ما فيك من الصور المرضية. وإذا خضعت له نقلك من الصورة الشيطانية إلى الصورة الملكية.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: الماء إذا أمسكته تغير ونتن وصار بلية، وكذلك الدنيا إذا تمسكت بها تصير بلية.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: آفة الفهم الجدال، وآفة العارف الظهور، وآفة العمل الملل، وآفة الحال الأمن، وآفة التسليم التفريط، وآفة البطالة الفقر، وآفة الكشف التكلم، وآفة الاتباع التأويل، وآفة الفتح الالتفات، وآفة المسلك الوهم، وآفة الكرامات الاستدراج.

 ـ ما علامة المريد الصادق؟

قال إبراهيم القرشي الدسوقي [ 653 ـ 696هـ ] رضي الله عنه: علامة المريد الصادق أن يكون سائرًا في الطريق ليلًا ونهارًا، غدوًا وأبكارًا لا مقيل له ولا هدوء، ومن شأنه أن لا يكون عنده حسد ولا غيبة ولا بغي ولا مخادعة ولا مكابرة ولا مماراة ولا ممالقة ولا مكاذبة ولا كبر ولا عجب ولا ترف ولا افتخار ولا شطح ولا حظوظ نفس ولا تصدر في المجالس ولا رؤية نفس على أخيه ولا جدال ولا تنقيص ولا سوء ظن بأحد من أهل الطريق.

وقال: ما وجدت من أولادي أحدًا اقتفى آثار الرجال، ولا صلح لأن يكون محلًا للأسرار.

وقال: الشيخ حكيم المريد، فإذا لم يعمل المريض بقول الحكيم لا يحصل له شفاء.

وقال: خلوة الفقير سجادته.

وقال: كيف يدعي أحدكم أنه مريد لطريق الله تعالى وهو ينام وقت الغنائم ووقت تجلي الحي القيوم يا كذابون ما هكذا درج أهل الطريق.

وقال: إن الفقير الصادق هو الذي يُطعِم ولا يُطعَم، ويُعطِي ولا يُعطَى، ولا يلتمس الدنيا، ولا شيئًا من عروضها، فإن الرشا في الطريق حرام.

وقال: المريد مع شيخه على صورة الميت لا حركة له ولا كلام ولا يقدر أن يتحدث بين يديه إلا بإذنه ولا يعمل شيئًا إلا بإذنه من زواج أو سفر أو خروج أو دخول أو عزلة أو مخالطة أو اشتغال بعلم أو قرآن أو ذكر أو خدمة أو غير ذلك هكذا كانت طريق السلف والخلف مع أشياخهم، فإن الشيخ هو والد السر ويجب على الولد عدم العقوق لوالده.

وقال داود بن ماخلا [ توفي حوالي سنة 735هـ ] رضي الله عنه: من حضر في الحضرات فلا اسم له ولا صفة.

وقال: الرجل الكامل يربي بالدائرتين: بالأبوة والأمومة.

وقال علي بن محمد وفا [ 761 ـ 807هـ ] رضي الله عنه: ليس لمريد صادق أن يفارق إمام حضرة هدايته أبدًا.

وقال: كل مريد جاء إلى حضرة أستاذ بالصدق كان من أهله وعليه ينكشف وتنجلي أسراره ومن لا فلا.

وقال: لفلاح المريد مع أستاذه ثلاث علامات: أن يحبه بالإيثار، ويتلقى عنه كل ما سمعه منه بالقبول، ويكون معه في شئونه كلها بالموافقة.

وقال: من آثر أستاذه على نفسه كشف الله له عن حضرة قدسه.

وقال: الأستاذ مظهر سر الربوبية لمريده، فعلى المريد أن يقف عند أمر أستاذه، وأن لا يلتفت عن أستاذه يمينًا ولا شمالًا، ذلك أن المريد ما له وجه يتوجه إليه إلا أستاذه.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: قلة الأدب لا يمكث معها فتوح.

وقال: ليس لفقير الدخول بنفسه في مواطن التهم، بل من شأن الفقير أن يخاف على نفسه من مواطن التهم، لأن مواطن التهم توجب السقم على القلب، وأطباء القلوب قليل.

وقال: يجب على الفقير أن يذكر لشيخه أمراضه الباطنة وإن كانت قبيحة ليُدله على طريق شفائه منها، وإن لم يفعل وترك ذلك حياء طبع فربما مات بدائه.

وقال: لا يصحب كمال الإسلام اعتراض، ولا يصحب كمال الإيمان تأويل، ولا يصحب الإحسان سوء أدب، ولا يصحب الإخلاص في العمل لذة، ولا يصحب العلم جهل.

وقال: من ملكته نفسه عُذب بنار التدبير، ومن ملكها لله تعالى عُذب بنار الاختيار، ومن عجز عن العجز ذوقه الله حلاوة الإيمان.

وقال: من علامة فقد النفس في حق الفقير عدم شهوته لشيء من أمور الدنيا والآخرة.

وقال: أخلاق الورثة امتثال الأوامر الإلهية، وأخلاق كمل المؤمنين اجتناب المناهي، وأخلاق الشياطين بالضد من ذلك.

وقال: ما في القلب يظهر على الوجه، وما في النفس يظهر في الملبوس، وما في العقل يظهر في العين، وما في السر يظهر في القول، وما في الروح يظهر في الأدب.

وقال علي الكازواني [ت 955هـ] رضي الله عنه: من صدّق ما يقال فيه من المذموم فقد سلك، ومن صدّق ما يقال فيه من المحمود فقد هلك.

وقال: من صدق في طلب الله لم يبال بترك ما سواه، ومن بالغ في مدح نفسه فقد بالغ في ذم غيره، ومن بالغ في ذم غيره فقد بالغ في مدح نفسه.

وقال: فسق العارف في نهايته أن يتوسع وينعم نفسه بالمباح فوق الكفاية.

وقال: من غلب نفسه فلا غالب له، ومن غلبته نفسه غلبه كل شيء.

ـ هل ينبني على الكشف والإلهام والرؤيا عمل؟

قال أبو الحسن الشاذلي [ ت 656هـ ] رضي الله عنه: لا ينبغي العمل بالكشف والإلهام إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة.

وقال عبد الوهاب الشعراني [ ت 973هـ ] رضي الله عنه: الوحي قد انقطع وما بقي إلا الإلهام الصحيح وهو أعز من الكبريت الأحمر.

وقال أبو المواهب محمد الشاذلي [ توفي بعد 850هـ وقيل توفي سنة 881هـ] رضي الله عنه: الوارد مثل العطاس لا يُردُّ إذا ورد، ولا يُستجلب بحيلة، وكل واردٍ لا يوافق الشرع فهو ظلمة.

وقال علي الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه: إنما كان مشايخ القوم يجيبون تلامذتهم من قبورهم دون مشايخ الفقهاء في الفقه لصدق الفقراء في اعتقادهم في أشياخهم دون الفقهاء، فلو صدق الفقيه لأجابه الإمام الشافعي رضي الله عنه وخاطبه مشافهة.

ـ من هو أول الأقطاب؟

قال أبو العباس المرسي [ ت 686هـ ] رضي الله عنه: طريقنا هذه لا تنسب للمشارقة ولا للمغاربة بل واحد عن واحد إلى الحسن بن علي بن أبي طالب وهو أول الأقطاب.

وقال شمس الدين الحنفي [ ت 847هـ ] رضي الله عنه: إن القطب إذا تقطب تحمل هموم أهل الدنيا كلها كالسلطان الأعظم بل أعظم.

وسئل عليٌ الخواص البرلسي [ ت 939هـ ] رضي الله عنه عن طائفة المُسلكين كأحمد الزاهد ومدين الأشموني رضي الله عنهما وأضرابهما هل كانوا أقطابًا؟ فقال: لا، وإنما هم كالحجاب على الملك، فلا يدخل عليه أحد من الناس إلا بإذنهم وعلمهم، فهم يُعلّمون الناس الآداب الشرعية والحقيقية، وما يظهر عليهم من الكرامات والأحوال فإنما هو لصفاء نفوسهم وإخلاصهم وكثرة مراقبتهم ومجاهدتهم، وأما القطابة فجلَّ أن يلمح مقامها الأحوط غيرُ من اتصف بها.

ـ طائفة من حكم الصالحين:

المريد مع شيخه والتلميذ مع أستاذه ليس له إلا "هل أتبعك".

حب الله قطب تدور عليه جميع الخيرات، وأصل جامع للأنوار والكرامات.

اترك ما تشك فيه، وخذ ما لا تشك فيه.

أخلص دينك يكفك العمل القليل.

الله عز وجل لا يعبد بالجهل.

الزهد في الدنيا أصل في الأعمال، والتوكل على الله رأس في الأحوال.

 

أعوذ بالله من شر الدنيا إذا أقبلت، ومن شرها إذا أدبرت، ومن شرها إذا انقضت، ومن شرها إذا أمسكت، ومن المصائب والرزايا، والأمراض البدنية والقلبية، جملة وتفصيلًا بالكلية، وإن قدر شيء فاكسني حلل الرضا والمحبة والتسليم وأثواب المغفرة والتوبة والإنابة المرضية.

قد يأخذ الدنيا من يدك لكن عندك إليها بقايا التطلع.

التوكل تسليم وتفويض وثقة ورضا.

لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله، ولا تجلس إلا حيث تأمن من معصية الله، ولا تجالس إلا من تستعين به على طاعة الله، ولا تصطف لنفسك إلا من تزداد منه يقينا بالله.

الزم بابًا واحدًا تفتح لك الأبواب، واخضع لسيد واحد تخضع لك الرقاب.

شيئان قلما ينفع معهما كثرة الحسنات: السخط لقضاء الله، والظلم لعباد الله.

وحسنتان قلما يضر معهما كثرة السيئات: الرضا بقضاء الله، والصفح عن عباد الله.

كل مختارات الشرع وترتيباته هي مختار الله.

قيمة كل امريء ما يُحسنه.

العبادة كل حركة تتطلبها الحياة في ضوء افعل ولا تفعل.

المصاب حقيقة هو من حُرم الثواب.

حالنا إن أعطينا آثرنا وإن حرمنا شكرنا وحال الكلاب إن أعطوا شكروا وإن منعوا صبروا.

الأغراض تُورث الإعراض.

ما دام أنا وأنت فلا حب.

من لم يكن عنده شفقة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله.

من استهزأ بالأشياء استهزأت به.

من أطاع أطيع.

عمرك في انتهاب وأجلك في اقتراب.

من جاهد شاهد ومن رقد تباعد.

إن استطعت أن لا تصحب من تتعب في صحبته فافعل فإنك إن صحبته ندمت على صحبته.

من لا يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله.

من عرف العارف تعب به العارف لأنه يصير حامل أثقاله في جميع تقلبات أحواله ومن جهل العارف استراح به العارف.

التقطوا الحكمة من أفواه الغافلين.

المعاصي بريد الكفر.

من أُذن له في التعبير حلت في مسامع الخلق إشارته.

من لم يصلح للدنيا ولا للآخرة يصلح لله.

لا ترض عن نفسك أبدًا.

من اشتاق إلى لقاء ظالم فهو ظالم.

النفس ما دخلت في شيء إلا أفسدته.

من عجز وسلم لم يكلف (أي لم يجد مشقة في التكليف) ولم يختبر.

صلاة تنتج الدعوى رعونة *** ونوم ينتج التقوى معونة

قدّم مجالسة شيخك على كل شيء.

إذا صفت الأرواح صارت تهمّ أن تنفذ من أقطار السماوات والأرض.

أهل كل ولي هم من جاءوه بقلب سليم من الحظوظ والشهوات البهيمية.

الرضا منشيء النعيم والسخط منشيء الجحيم.

لو بسط الله الزق لعباد الرزق لبغوا في الأرض.

متى تنكشف الكروب والنفس غارقة في الذنوب؟

لا رخصة في ترك وظيفة العشاء والصبح في سفر ولا حضر.

شرف العبد أن يستخدمه مولاه، فاستخدم نفسك لربك، واحذر أن تخدم نفسك ففي ذلك تلفك.

من طلب أن لا يكون له حاسد فقد طلب أن لا تكون له نعمة ولكن اطلب الوقاية من شر الحاسد إذا حسد.

من قبل النصيحة أمن من الفضيحة.

على قدر المعرفة يكون الحب وعلى قدر الحب يكون القرب.

كيف يخاف الباطل من عرف الحق؟

الخير كل الخير في مفارقة الغير.

كل ما أغفل قلبك عن ربك فهو عدو لربك.

كيف أعبد من لا أراه؟

كن تحت حكم أستاذك تغنم.

النفس الخارج من الدبر قائل سبحان المنعم بالفرج والراحة.

كل حجاب عن الحبيب عذاب.

من جعل آخر أمره في كل حال خيرًا له من أوله فهو محمدي له نصيب من كنز : وللآخرة خير لك من الأولى.

إذا دعوت ربك ولم تُجب فذلك لعدم صدق اضطرارك عند الدعاء كما وجب.

إذا فهمت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ فإنما تعبدنا بالمعاني والمقاصد.

شديد ظهوره أخفاه.

الطامع كلب المطموع فيه.

من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها.

جنة الرجل داره، وإذا أراد أن تسلم من الآفات فليقل كلما دخلها: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

الدرجات في الدنيا دليل على الدرجات في الآخرة،  والكرامات في الدنيا دليل على الكرامات في الآخرة.

كل وارد لا يوافق الشرع فهو ظلمة.

شيخ الأمير طبل كبير، وشيخ السلطان أخو الشيطان.

من وقف مع الأسباب أشرك مع الحق.

النفس أقرب خليل إليك، والمرء يحشر على دين خليله.

من لا عمل له لا أجرة له.

إذا حجّ جارك حوّل باب دارك.

إصلاح القلب يكون بإصلاح الطعمة.

الله يحب من عباده الستيرين.

لا يخرج أحد من الدنيا حتى يكشف له عن حقيقة ما هو عليه.

من لا روح لصورته فلا نشر لصحفه.

الشكر والصبر مطيتان، لا أبالي أيهما أركب.

قد مَرّرها عليك ليسهل عليك فراقها.

من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره.

الناس يمدحونك لما يظنونه فيك، فكن أنت ذاماً لنفسك لما تعلمه منها.

لعدو تصل به إلى الله خير من حبيب يقطعك عن الله.

إذا أراد الله أن يُظهر فضله عليك خلق ونسب إليك.

متى تتحول هاء فقيه إلى راء؟

القرآن بَرَكة هذا الوجود.

الكلمة الطيبة مفتاح الخير.

الهداية تأتي من الاتباع.

ليس من يحمل ثقلاً بطلاً... إنما من يتقي الله البطل

إن الله ليرفع بالأدب ما لا يرفع بالعمل.

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له... إياك إياك أن تبتل بالماء

ليس الطريق لمن سبق إن الطريق لمن صدق.

الشكر هو أن لا يُعصى الله بنعمه.

يوشك أن يكون حظك من الله لسانك.

لطّف حديثك فالنفوس مريضةٌ... ومن الكلام مُحنن ومُجنن

لا تغتر بالكرامات وإن كنت من أهل الخطوة فإن إبليس يلف الأرض في ساعة.

لو شهدت رسول الله في باطنك تستحي من أي خيانة.

أحل الحلال ما جاءك من غير سؤال.

وليُّ الله لا يزال مضطراً.

العارف بالله لا يزول اضطراره ولا يكون إلا عند الله قراره.

توسل بالنبي فكل أمر ... يهون إذا تُوسل بالنبي

المرأة صورة النفس بشهواتها ورغباتها.

عدم المؤاخذة ناتج من وجود الصالحين.

أوراد المشايخ بها أسرارهم.

إذا اجتمعت الأصوات صبت الرحمات.

المحسوب منسوب ولو كان كله عيوب.

ثَمَّ ذنوب لا يكفرها إلا كلام الناس في عرضك.

لن أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي... أو تقبلوني على عيبي وتقصيري

قيل للإمام علي: هل رأيت ربك؟ فقال: وكيف أعبد من لا أراه.

فَرّق قلبك من شهود الآثار والأغيار يملؤه سبحانه بالحقائق والأسرار.

رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده، ورب عمر قليلةٍ آماده كثيرةٍ أمداده.

ما مضى فات والمؤملُ غيبٌ ... ولك الساعة التي أنت فيها

لا يتواضع إلاّ من كان واثقاً بنفسهِ ولا يتكبَّر إلا من كان عالماً بنقصهِ.

املك من الدنيا ما شئت، لكنك ستخرج منها كما جئت.

لا تضع أحدًا فوق قدره حتى لا يضعك دون قدرك.. الإمام علي.

الجواب الرقيق يسكت الغضب.

ذو الحمل الثقيل قليل الخطى.

إذا دخلت في قوم فلا تقدم نفسك عليهم حتى يقدموك هم.

إذا حرصت عليها وكلت إليها، وإن لم تطلبها أعنت عليها.

الزمن جزء من الإصلاح ومن الفلاح.

ما سمي الإنسان إلا لنسيانه.

لا ينبغي أن يؤم المرءُ قومًا وهم له كارهون.

آل البيت.. الأريحية شيمتهم، والمروءة طابعهم.

لو كان الرزق بالحيلة لكان أذكى الناس أغنى الناس.

تحقق بالمعنى تكن معنا.

التقطوا الحكمة من أفواه الغافلين.

لا يوجد قبر على وجه الأرض يستطيع أحد أن يحسم أنه قبر نبي إلا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مُحِبُ الله لا تُؤويه دارُ ... ويكره أن يكون له قرار

إذا تكلمت مع المحجوبين بلسان الكشف تهلك.

من ليس له أستاذ ليس له مولى ومن ليس له مولى فالشيطان به أولى.

الدنيا تجري وراء الهارب منها وتهرب من الطالب لها، فإن أدركت الهارب منها جرحته، وإن أدركها الطالب لها قتلته.

العارف عندما يكتمل عند الله تموت حظوظه البشرية.

الولي يغار على أتباعه.

دع المقادير تجري في أعِنّتِها... ولا تبيتن إلا خالي البالِ

ما بين طرفةِ عين وانتباهتها... يغيّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ

إذا أراد أن يُظهر فضله عليك خلق ونسب إليك.

إذا جاءكم أويس بن عامر فاطلبوا منه الدعاء.

كل مُدّعٍ ممتحن.

التوبة أن تنسى ذنبك، وذكر الذنب بعد التوبة جفاء.

لا يصل عبد إلى الله ومعه شهوة من شهواته أو إرادة من إراداته.

ورد المحققين إسقاط الهوى.

لا تنقل قدمك إلا حيث ترجو الله.

ولست أبالي من رماني بريبة ... إذا كنت عند الله غير مريب

لا أعبد ما تعبدون.. (أُفَرّق بها الأصنام عن قلبي): أصنام النفس والهوى والدنيا والشهوات.

لا ينبغي تكذيب ما لم تحط بعلمه.. (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).

النفس ثعبان ينبغي للمؤمن أن يُلْقِها، فإذا ألقاها تتحول إلى حيّة تسعى، فإذا نبذها يحق له أن يأخذها ولا يخف.

قال أبو العباس رضي الله عنه: لو غاب عني الرسول طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين.

لا يشم رائحة الولاية من لم يزهد في الدنيا.

قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة.

جلَّ جناب الحق أن يكون شِرعةً لكل وارد.

اجعل نفسك بالعبودية تراباً يخدمك من جعل نفسه بالرئاسة سحابا.

من قال لشيخه: لم؟ لا يفلح.

الذي لا يعترف بمنة الله في عباده المعاصرين له عجباً له ثم عجباً.

ما خلا جسد من حسد.

من علامة الصدق عدم تبرئة النفس.

علامة الإذن التيسير.

ما المرء هذا الجسم بل روحه.

الأرواح مدفونة في أجسادها، والنفس هي الظاهرة بشهواتها وتطلعاتها وغرورها.

يا عبيد الفرق هذا ملك الجمع أتاكم... فأطيعوه ولبوا واتركوا الحجب وراكم

إن الذوق شيء ليس في الكتب.

أنت تهدي من حيث تحققك بالله، ولا تهدي من حيث بشريتك.

يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون... أي نور رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كل حجاب عن الحبيب عذاب.

أوحى الله إلى الدنيا وقال لها: يا دنيا من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه.

لا خيل عندهم ولا مال... فليسعف النطق إن لم يسعف الحال

علامة أصحاب النبي كما رووا لنا... أنهم كالنجم هادٍ لمهتد

فأياً ترى نوراً من الله ظاهرا... فذاك من الأصحاب فاتبعه تقتدي

عجبي على عبدك الخدام حدا سيده... جت له العناية صبح سيده يبوس إيده

أؤلئك قوم كُنست بنفوسهم المزابل.

ما جاء على أصله لا يُسأل عنه.

إذا قلت في شيء: "نعم" فأتمه  ***  فإن"نعم" دين على الحر واجب

 

 

 

 

 

Print

مركز تحقيق التراث

بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أنشيء عام 2010م خدمة للتراث والمشتغلين به، ومشاركة في الحفاظ عليه والتوعية بقيمته وإبرازا لإنجازاته المزيد

العنوان:

جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الحي المتميز - مدينة 6 اكتوربر
Web: www.must.edu.eg
Facebook: facebook.com/mustuni
Twitter: twitter.com/must_university
Instagram: instagram.com/mustuni
Pinterest: pinterest.com/mustuni

تليفون:

فاكس

01285330279-01285330279- 01060314825

بريد الكتروني


abhashem2009@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة ل مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا