جامعة مصر تحتفل بعيد الأم وتكرم اسم الراحلة الدكتورة سعاد كفافي
نشر: 21 مارس 2023م
احتفلت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا صباح اليوم بعيد الأم وذلك بدار أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بحضور الأستاذ الدكتور أشرف حيدر رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور شريف رفعت نائب رئيس الجامعة ولفيف من الأمهات المكرمات وأعضاء هيئة التدريس.
وتحدث الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي في الكلمة الافتتاحية للحفل والتي خصصت لتكريم اسم الراحلة الدكتورة سعاد كفافي مؤسسة الجامعة قال فيها: حينما نتكلم عن الراحلة العظيمة د. سعاد كفافي إنما نتكلم عن عظمة المرأة المصرية وعن عظمة الأم المصرية، بل عن مصر العظيمة الولادة، التي لا تزال تقدم للإنسانية نماذج فريدة من العباقرة والأفذاذ.
حديثنا عن د. سعاد كفافي حديثٌ عن قيم إنسانية يقتدي بها الشباب بل يقتدي بها أيضا الكبار. فحياتها مسيرة غراء من التحدي والإنجاز والعطاء.
فقد نشأت -رحمها الله تعالى- في أسرة علم ضاربة بجذورها في العلم؛ ويكفي أن نذكر فقط من أجدادها العلماء الشيخ شمس الدين الدواخلي الذي ذكره الإمام الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه "لواقح الأنوار القدسية في مناقب العلماء والصوفية" فقال عنه: (كان حلو اللسان، كثير الأدب، كريم النفس، جميل المعاشرة، كثير العبادة.. وكان قلبه خزانة للعلوم الشرعية). وقال عنه أيضا: (لازمته نحو عشرين سنة، فما أظن أن كاتب الشمال كتب عليه خطيئة واحدة من شدة ضبط لسانه).
ومن أسرتها القريبة شقيقُها العلامة الأستاذ الدكتور محمد عبد السلام كفافي، العالمُ الخلوق، الذي شهد بعلمه وفضله كلُّ من عاصره من الأساتذة الكبار، وهو صاحب الترجمة العبقرية لكتاب المثنوي لجلال الدين الرومي وصاحب المؤلفات الأدبية القيمة ككتاب الأدب المقارن وغيره.
أما العصرُ الذي ولدت فيه فكان عصر الاحتلال البريطاني لمصر، الذي برزت فيه القيادات النسائية العظيمة التي كانت تنادي بالحرية وبكرامة المرأة من أمثال هدى شعراوي ونبوية موسى، وكان تأثرُها بهما واضحا؛ حيث استكملت الدكتورة سعاد كفافي هذه المسيرة الغراء في عصرها بعد ثورة يوليو 1952 التي واصلت فيه البناء والتحدي؛ لتصل من العقبات إلى الإنجازات ثم العطاء.
فإذا كان أستاذ جيلها د طه حسين قد رفع شعار " التعليم كالماء والهواء، حق لكل إنسان " فقد رفعت هي شعار " التعليم المتميز حق لجميع أبناء وبنات الوطن". فشرعت في بناء مؤسسات تعليمية أولية متميزة، ثم تدرجت بل توسعت في بناء المؤسسات التعليمية بصبر وكفاح وحكمة وإتقان حتى وصلت إلى ذروة التحدي حينما أسست في مصرنا الحبيبة أول جامعة وطنية خاصة تحمل اسم وطنها الحبيب "مصر" ؛ لتحقق شعارها الذي طالما نادت به، ولكن بشكل عملي، فتثبت أن المرأة المصرية قادرة -بحول الله تعالى- على تحقيق أعظم الإنجازات التي من خلالها تنهض الأمم وتُبنى الحضارات.
وأعقب الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي حديثه عن الدكتورة سعاد كفافي بقصيدة من تأليفه ألقاها على الحضور الكريم وقال فيها:
إلى الدكتورة سعاد كفافي رائدة التعليم الخاص بمصر
شعر/ أ.د. أنس عطية الفقي
سُبْحانَ مَنْ عَلّمَ الإِنْسَانَ بالقَلَمِ
وَخَصَّ أحمَدَ بالآياتِ والحِكَمِ
وخَصَّ مِصْرَ وَأهْليها بِتَزْكيةٍ
كَأَنَّها مَرفأٌ لِلأَمْنِ وَالنِّعَمِ
رِجَالُها خَيرُ جُندِ اللهِ قَاطِبَةً
لِأَنَّهُم فِي رِبَاطٍ غَيرِ مُنْفَصِمِ
أمَّا النِّساءُ فَهُنَّ الصَّانِعاتُ لَهُمْ
وَهُنَّ أسبابُ هذا الفَخْرِ والشَّمَمِ
فالأمُّ مَدْرسةٌ لَوْلا فضائلُها
ما قام شعبٌ ولا جيشٌ على قَدَمِ
ومصرُ ولّادةٌ سادتْ حضارَتُها
لم تعْلُها أمَّةٌ من سائِرِ الأُممِ
بَنَتْ سعادُ بها مِنْ غيرِ سابقةٍ
صرحًا من العلم بل صرحًا من القِيَمِ
فكان جامعةً لِلعلم رائدةً
عاش اسمُ "مصرٍ" لها خفَّاقةَ العَلَمِ
تُقَدِّمُ العلمَ والأخلاقَ في نَسَقٍ
مِنَ الكفاءةِ والإيمانِ والكرمِ
خَطّتْ سعادُ لها نهجًا يُمَيّزُهَا
يَحكي فُصولَ عطاءٍ غيرِ مُنْصَرِمِ
فَقَدَّمَتْ مِنَحًا لِلنَّابِهينَ بِها
مِنْ كُلِّ ذِي فَاقَةٍ أَوْ مِنْ ذَوِي الهِمَمِ
حتى استَحقَّتْ مَكانًا لا يُنافِسُها
فيهِ الرجالُ سِوَى الرُّوّادِ والقِمَمِ
تحيةً لسعادٍ مِنْ مَنَارتِهَا
ولن يُكافِئَها التَّعْبِيرُ بِالكَلِمِ
يَا ربَّنَا فاجْزِهَا خَيرًا بِمَا صَنَعَتْ
واكتُبْ لها رَحمةً يَا بَارِىءَ النَّسَمِ