سُبْحانَ مَنْ عَلّمَ الإِنْسَانَ بالقَلَمِ
|
|
وَخَصَّ أحمَدَ بالآياتِ والحِكَمِ
|
وخَصَّ مِصْرَ وَأهْليها بِتَزْكيةٍ
|
|
كَأَنَّها مَرفأٌ لِلأَمْنِ وَالنِّعَمِ
|
رِجَالُها خَيرُ جُندِ اللهِ قَاطِبَةً
|
|
لِأَنَّهُم فِي رِبَاطٍ غَيرِ مُنْفَصِمِ
|
أمَّا النِّساءُ فَهُنَّ الصَّانِعاتُ لَهُمْ
|
|
وَهُنَّ أسبابُ هذا الفَخْرِ والشَّمَمِ
|
فالأمُّ مَدْرسةٌ لَوْلا فضائلُها
|
|
ما قام شعبٌ ولا جيشٌ على قَدَمِ
|
ومصرُ ولّادةٌ سادتْ حضارَتُها
|
|
لم تعْلُها أمَّةٌ من سائِرِ الأُممِ
|
بَنَتْ سعادُ بها مِنْ غيرِ سابقةٍ
|
|
صرحًا من العلم بل صرحًا من القِيَمِ
|
فكان جامعةً لِلعلم رائدةً
|
|
عاش اسمُ "مصرٍ" لها خفَّاقةَ العَلَمِ
|
تُقَدِّمُ العلمَ والأخلاقَ في نَسَقٍ
|
|
مِنَ الكفاءةِ والإيمانِ والكرمِ
|
خَطّتْ سعادُ لها نهجًا يُمَيّزُهَا
|
|
يَحكي فُصولَ عطاءٍ غيرِ مُنْصَرِمِ
|
فَقَدَّمَتْ مِنَحًا لِلنَّابِهينَ بِها
|
|
مِنْ كُلِّ ذِي فَاقَةٍ أَوْ مِنْ ذَوِي الهِمَمِ
|
حتى استَحقَّتْ مَكانًا لا يُنافِسُها
|
|
فيهِ الرجالُ سِوَى الرُّوّادِ والقِمَمِ
|
تحيةً لسعادٍ مِنْ مَنَارتِهَا
|
|
ولن يُكافِئَها التَّعْبِيرُ بِالكَلِمِ
|
يَا ربَّنَا فاجْزِهَا خَيرًا بِمَا صَنَعَتْ
|
|
واكتُبْ لها رَحمةً يَا بَارِىءَ النَّسَمِ
|