لم يخل عصرًا من العصور من وجود السجن الذي هو رمز للعقوبة دومًا، وهنا نتحدث عن حبس المعونة في الفسطاط، التي هي أول عاصمة لمصر الإسلامية.
سجن حبس المعونة يقع جنوب شرق جامع عمرو بن العاص، وكان في الأصل منزلا لولاة مصر بعد الفتح الإسلامي.
في عهد الخليفة العباسي المأمون قام الوالي عيسي بن يزيد الجلودي بتحويل المنزل إلي مقر للشرطة وتحديدًا عام 213 ه، والشرطة كان يطلق عليها أسماء متعددة منها المعونة والشحنة والطواف.
وفي العصر الفاطمي وتحديدا سنة 381 ه قام يانس الأرمني وزير الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بتحويل مقر الشرطة الي سجن.
استمر السجن في العمل طوال العصر الفاطمي.
المقريزي نقل وصف السجن عن البنداري وقال، "كان سجنا ضيقًا شنيعًا يشم من قربه روائح كريهة"، وكانت تنفذ فيه عقوبات التعذيب والقتل.
عام 566 ه قام صلاح الدين الأيوبي بهدم السجن وأقام مكانه المدرسة الناصرية أو الشريفية أو مدرسة زين التجاري المندثرة، وخصصها لتدريس المذهب الشافعي وهي أول مدرسة تم إنشاؤها في مصر تحت إشراف الدولة وكان الفقيه بن زين التجار هو أول من قام بالتدريس بها.